خلال زيارة إلى طهران دامت يومين.. أمير قطر يلتقي نجاد وخامنئي ويؤكد حق الجميع بامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية

طهران
1 مايو 2006
حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد

أمير قطر يلتقي نجاد وخامنئي خلال زيارة إلى طهران حيث أسفرت المحادثات عن توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثنائي

أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حق أي دولة في امتلاك برامج نووية سلمية، متمنيًا أن تكون منطقة الخليج منطقة آمنة تنعم دولها بالتنمية والسلام.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها إلى طهران يومي 1 و2 مايو/أيار 2006 تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وتُعد هذه الزيارة الثنائية الثالثة للشيخ حمد إلى إيران بعد زيارتين أجراهما في يوليو/تموز 2000، وأكتوبر/تشرين الأول 2001.

شهدت الزيارة سلسلة لقاءات مكثفة للأمير مع كبار القادة والمسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم الرئيس أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

وأسفرت المحادثات عن توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثنائي.

رافق الأمير وفد رفيع المستوى ضم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود، ووزير المالية يوسف حسين كمال، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.

وتحضيرا للزيارة وللاتفاقات التي ستوقع خلالها، انطلق في طهران الاجتماع الخامس للجنة القطرية–الإيرانية المشتركة، السبت 29 أبريل/نيسان 2006.

وفيما يلي يوميات الزيارة:

الاثنين 01 مايو/ أيار 2006

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير أكد لنجاد الرغبة في تطوير العلاقات مع إيران بمختلف المجالات

بعد الظهر، وصل أمير قطر إلى مطار مهرآباد الدولي بطهران، حيث كان في استقباله الرئيس نجاد بمراسم رسمية شملت عزف النشيدين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، قبل أن يتوجه إلى قصر سعد آباد الرئاسي لعقد الجولة الأولى من المحادثات الثنائية.

ووفق وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أكد الأمير خلال اللقاء على الأهمية الخاصة التي توليها بلاده للعلاقات مع إيران، مشددا على رغبة الدوحة في تطويرها في مختلف المجالات.

وقال إن تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة مسؤولية مشتركة لجميع دولها، معلنا استعداد قطر للتعاون في هذا الإطار، وموجها الدعوة للرئيس نجاد لزيارة الدوحة.

من جانبه، أشار الرئيس الإيراني إلى عمق الروابط التاريخية والثقافية والدينية بين البلدين، معربا عن أمله في أن تسهم زيارة الأمير ومخرجات الاجتماع الخامس للجنة القطرية–الإيرانية المشتركة في توثيق العلاقات.

واعتبر أن الدول المطلة على الخليج تملك الإمكانات الكافية لنشر الأمن والسلام في المنطقة.

حمد بن خليفة وخامنئي ومحمود أحمدي نجاد
الأمير دعا خلال لقاء خامنئي الدول الإسلامية لتطوير التعاون فيما بينها

وفي لقاء لاحق، اجتمع الأمير بالمرشد الأعلى علي خامنئي، بحضور الرئيس نجاد، حيث شدد على أن توسيع التعاون مع الدول الإسلامية، وفي مقدمتها إيران، يعد من ثوابت سياسة قطر.

ووصف محادثاته في طهران بأنها “إيجابية”، داعيا الدول الإسلامية إلى تطوير التعاون فيما بينها، واستثمار مواردها الطبيعية والبشرية في تعزيز بناها التحتية العلمية والاقتصادية والصحية وتطوير قدراتها الذاتية.

ورد خامنئي بالتأكيد على ضرورة توسيع التعاون بين الدول الإسلامية، معتبرا أن تقارب حكومات المنطقة يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار.

ومساءً، التقى الأمير أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

الثلاثاء 02 مايو/أيار 2006

صباحا، استقبل الأمير في مقر إقامته وزير الخارجية منوشهر متكي، حيث ناقشا نتائج أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة وتطورات الأوضاع الإقليمية.

وأكد الأمير أن سياسة بلاده قائمة على تعزيز العلاقات مع طهران وتحويلها إلى نموذج یُحتذی به للعلاقات بين الدول الإسلامية.

فيما رحب متكي بالاستثمارات القطرية في إيران، مؤكدا أهمية عقد لقاءات منتظمة بين وزيري الخارجية والتشاور المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية.

 كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة التحديات في العراق وأفغانستان، وتكثيف التنسيق في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.

بعد ذلك، التقى الأمير وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، حيث أشاد بالتقدم الإيراني في مجالات العلوم والدفاع، وأعرب عن رغبة بلاده في إقامة مناورات عسكرية مشتركة.

فيما دعا الوزير الإيراني إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع قطر، معربا عن استعداد بلاده لإجراء مناورات مشتركة مع الدوحة وسائر دول الخليج بهدف التقارب والتضامن وتعزيز الأمن في المنطقة.

ووصف الدول المطلة على الخليج بأنها “أسرة كبيرة”، مشددا على أن “أمن دول المنطقة هو جزء من أمن إيران”.

وأكد في هذا الصدد استعداد بلاده للتعاون مع دول الخليج لتعزيز الأمن وتحويل المنطقة إلى إحدى أكثر مناطق العالم استقرارا.

وقبل الظهر، التقى الأمير رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي شدد على أهمية وحدة دول الخليج في مواجهة التدخلات الأجنبية.

وخلال اللقاء، وصف أمير قطر العلاقات مع إيران بأنها “طيبة ومتنامية”، معربا عن أمله في مزيد من تطويرها.

وأكد أن أمن العراق يرتبط بأمن المنطقة، وأن تسوية قضاياه تتطلب المزيد من المشاورات بين الدول العربية ودول الجوار.

كما أشار إلى استخدام إيران للطاقة النووية ومعارضة بعض القوى الكبرى لذلك، معتبرا أن الحوار وتعديل المواقف المتبادلة يشكلان السبيل لحل هذه الأزمة.

وأضاف أن امتناع الجانبين عن الإدلاء بتصريحات استفزازية، إلى جانب جهود إيران في التشاور مع دول المنطقة، قد يحول دون استغلال بعض الأطراف الراغبة في تأزيم الأوضاع الأمنية.

وفي ختام اللقاء، وجه الأمير دعوة إلى رفسنجاني لزيارة قطر، وقد قوبلت بالموافقة.

من جانبه، شدد رفسنجاني على أن وحدة دول الخليج ضرورية للحفاظ على الأمن الإقليمي، مشيرا إلى أن التعاون بين هذه الدول من شأنه أن يقلص الحاجة إلى التدخل الأجنبي، ويطمئن العالم بشأن استقرار منطقة تؤمّن الطاقة له.

كما أكد أن البرنامج النووي الإيراني واضح وشفاف، وأن طهران، مع تمسكها بحقوقها، تأمل بدعم الدول الإسلامية والعربية لمواقفها المشروعة.

وأضاف أن عضوية قطر في مجلس الأمن تصب في مصلحة الدول العربية والإسلامية ومنطقة الخليج.

وأكد أن التطور العلمي الذي تحققه إيران في مختلف المجالات يخدم دول المنطقة والعالم الإسلامي، مشددًا على أهمية تنفيذ الاتفاقيات المشتركة مع قطر والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز التعاون، باعتبار أن التطور والاستقرار في المنطقة مرهونان بهذا التعاون.

بعد الظهر، عقد أمير قطر لقاءا ثانيا مع الرئيس نجاد، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، تلاه التوقيع على محضر الدورة الخامسة للجنة العليا القطرية–الإيرانية المشتركة وعدد من الاتفاقيات بين حكومتي البلدين.

شملت الاتفاقيات الموقعة مذكرة تفاهم للتعاون السياحي، واتفاقية لتعديل بعض أحكام اتفاقية النقل الجوي، إلى جانب اتفاقية تعاون إداري مشترك تهدف إلى التطبيق الأمثل للقانون الجمركي ومنع ومكافحة المخالفات.

كما تضمنت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الثروة السمكية، وأخرى في مجال أنشطة التقييس بين الهيئة العامة القطرية للمواصفات والمقاييس ومؤسسة المواصفات والبحوث الصناعية الإيرانية.

كذلك، وُقّع البرنامج التنفيذي الأول للتعاون الإذاعي والتلفزيوني بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في قطر ونظيرتها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير أعرب عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى طهران

وفي المؤتمر الصحفي الختامي، أكد أمير قطر عمق العلاقات القطرية–الإيرانية، معربًا عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى طهران.

وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي، معربا عن أمله في أن تسهم الاتفاقيات الموقعة في تطوير العلاقات بين البلدين.

وبشأن الأنشطة النووية السلمية الإيرانية، شدد الأمير على حق أي دولة في امتلاك برامج نووية سلمية وفق ما تقره قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن قطر تتطلع إلى أن تكون منطقة الخليج آمنة ومزدهرة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار النفط الذي يمكّن المنطقة من تحقيق معدلات نمو عالية.

وتتهم دول إقليمية وغربية، في مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، ولاسيما توليد الكهرباء.

من جانبه، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن العلاقات بين بلاده وقطر تشهد تطورا مستمرا، واصفا إياها بـ”الأخوية والتاريخية”.

ورأى أن الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تنمية العلاقات، معربا عن أمله في أن تبقى هذه العلاقات بمنأى عن أي عوامل جانبية أو تدخلات خارجية.

وأكد أن منطقة الخليج ينبغي أن تكون ساحة للأمن والسلام والهدوء لما فيه مصلحة جميع شعوبها.

وعقب المؤتمر الصحفي، غادر أمير قطر طهران، مختتما زيارة رسمية استمرت يومين، وبعث ببرقية إلى الرئيس الإيراني عبر فيها عن خالص شكره وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة.

مصادر الخبر:

أمیر قطر یزور إیران الیوم

أمیر قطر وصل إلی طهران

صحيفة “القدس العربي” النسخة الورقية

مراسم استقبال رسمیه لأمیر قطر فی طهران

عقد الجوله الاولی من المحادثات الایرانیه القطریه

قائد الثوره الاسلامیه یستقبل أمیر قطر

أمین المجلس الاعلی للامن القومی یستقبل أمیر قطر

وزیر الخارجیه یلتقی أمیر قطر

أمیر قطر یشید بتقدم ایران فی صناعات الدفاع

رئیس مجمع تشخیص مصلحه النظام یستقبل أمیر قطر

أمیر قطر یوکد حق إیران فی امتلاک التکنولوجیا النوویه السلمیه

الأمير التقي مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي

سياسي / أمير قطر / ايران / وصول وتصريح

أمير دولة قطر يصل إلى طهران في زيارة رسمية

أمير قطر في إيران لبحث ملفي «النووي» والغاز