خلال قمة الإليزيه.. أمير قطر يقود وساطة تاريخية تعيد العلاقات بين دمشق وبيروت وساركوزي يشيد بالدور القطري في خدمة السلام

باريس
12 يوليو 2008
حمد بن جاسم وساركوزي و بشار الأسد و ميشال سليمان.

أمير قطر يقود وساطة تاريخية تعيد العلاقات بين دمشق وبيروت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005،

أثمرت جهود وساطة قادها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، عن مشهد وُصف بالتاريخي في قصر الإليزيه بباريس يوم السبت 12 يوليو/تموز 2008.

إذ اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد بنظيره اللبناني ميشال سليمان بعد سنوات من القطيعة، وتم الإعلان عن فتح صفحة جديدة من العلاقات بين دمشق وبيروت عبر تبادل التمثيل الدبلوماسي.

لقاء الأسد وسليمان جاء في إطار قمة رباعية بالإليزيه جمعت أيضا أمير قطر والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومثلت تتويجا لدور الدوحة كوسيط إقليمي فاعل ساهم في تثبيت الاستقرار بلبنان، وإعادة وصل ما انقطع بين دمشق وبيروت العاصمتين.

فمنذ اغتيال الحريري وما تبعه من اتهامات وجهت إلى دمشق بالتورط في الجريمة، وانسحاب قواتها من لبنان تحت ضغط دولي، تحركت الدوحة دبلوماسيا عبر زيارات مكوكية للأمير ورئيس وزرائه حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، حفاظا على قنوات الحوار واحتواء التوتر.

كما اضطلعت قطر بوساطة رئيسية في الأزمة الداخلية اللبنانية التي بلغت ذروتها مع أحداث مايو/أيار 2008 وكادت تعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية.

وتُوجت تلك الجهود بمؤتمر الدوحة في مايو/أيار 2008، الذي أفضى إلى اتفاق سياسي شامل بين الفرقاء اللبنانيين تضمن انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإقرار قانون انتخابي جديد، وهو ما مهّد للقاء الإليزيه بين الرئيسين السوري واللبناني، ولإعلان فتح صفحة جديدة في علاقاتهما.

وسبق قمة الإليزيه لقاءان تحضيريان عقدهما أمير قطر مع الأسد وسليمان في سفارة الدوحة بباريس، قبل أن تبدأ محادثات القادة الأربعة التي استغرقت نحو 20 دقيقة.

وعقب القمة، أعلن الرئيس ساركوزي في مؤتمر صحفي عن اتفاق سوريا ولبنان على تبادل فتح السفارات، واصفا ذلك بأنه “تطور مهم على طريق الاستقرار في المنطقة”.

وشدد على أن الفضل في الوصول إلى هذه اللحظة يعود إلى الوساطة القطرية التي قادها الأمير الشيح حمد بن خليفة.

وقال: “أود أن أوجه الشكر لأمير قطر ووفده، ولا سيما لرئيس الوزراء، على الدور المتواصل الذي يضطلع به القطريون في خدمة السلام بالمنطقة، ويسعدنا أن يكونوا معنا اليوم على هذه المنصة.”

وأضاف: “لقد كان لقطر دور كبير، وفرنسا حريصة على أن تعبر عن امتنانها وتقديرها لهذا الدور.”

وأشار الرئيس ساركوزي إلى أن القمة الرباعية تناولت أيضا الوضع في لبنان ومسار عملية السلام في الشرق الأوسط، ولا سيما المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، مؤكدا دعم باريس لها، ومعربا عن أمله في انتقالها إلى مرحلة مباشرة قريبا.

حمد بن جاسم وساركوزي و بشار الأسد و ميشال سليمان.
أمير قطر اعتبر أن التقارب السوري الفرنسي أبرز ما أفرزته القمة

أمير قطر: محادثات بناءة

من جانبه، أكد أمير قطر أن المحادثات التي جمعته بقادة سوريا ولبنان وفرنسا في قصر الإليزيه كانت “مثمرة”، مشددا على أن أبرز ما أفرزته القمة هو وضوح التقارب السوري – الفرنسي الذي يصب في مصلحة السلام في المنطقة.

وأشاد بالدور الذي يضطلع به الرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط بحكم الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية التي تجمع فرنسا بالمنطقة.

وأشار الأمير إلى أن مشاركة قطر في القمة جاءت في إطار دورها كوسيط في “اتفاق الدوحة” بين الفرقاء اللبنانيين.

ولفت إلى أن الوضع في لبنان شديد التعقيد بفعل تركيبته الطائفية، لكنه يظل متميزا بقدرته على الحفاظ على تداول الرئاسة رغم ما يشهده أحيانا من أزمات، موجها التحية إلى الديمقراطية اللبنانية.

كما نوه بالدور الذي قام به الرئيس سليمان في الحفاظ على وحدة الجيش خلال الأزمة الداخلية، مؤكدا أن العالم العربي يقدر عاليا دور المؤسسة العسكرية اللبنانية في حماية الكيان اللبناني وصون وحدته الترابية.

وفي سياق حديثه عن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين سوريا ولبنان، كشف الأمير أنه كان قد طرح هذه الفكرة خلال لقائه الرئيس الأسد في دمشق عام 2006، عندما شجعه على دعوة رئيس الوزراء اللبناني آنذاك فؤاد السنيورة لعقد لقاء هدفه المضي في هذا المسار.

وأوضح أن قطر متمسكة بمبدأ سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، داعيا الأطراف اللبنانية كافة إلى التشاور فيما بينهم على أساس هذا المبدأ.

واختتم كلمته بتجديد شكره للرئيس ساركوزي على الدعوة للمشاركة في القمة، معبرا عن تقديره لأهمية جمع الأطراف حول طاولة واحدة في هذه اللحظة التاريخية.

الأسد يشيد بدور قطر

بدوره، وصف الرئيس الأسد القمة الرباعية بأنها “مهمة جدا من حيث مضمونها وتوقيتها”، موضحا أنها تناولت محورين رئيسيين: الوضع في لبنان وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكد الأسد أن ما تحقق في لبنان مؤخرا لا ينفصل عن “اتفاق الدوحة”، مثمّنا الدور الذي قامت به قطر، وبشكل خاص أميرها، في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي “وضع لبنان على الطريق الصحيح”، لكنه شدد على أن نجاح هذا المسار يتطلب “دعما من جميع الأطراف”.

وفي ما يتعلق بالعلاقات السورية اللبنانية، أعلن الأسد أن بلاده لا تمانع إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، مشيرا إلى أن تنفيذ ذلك “مرتبط بالخطوات اللازمة من الجانب اللبناني”.

كما دعا فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة إلى الاضطلاع بدور راعٍ في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل عند انتقالها إلى المرحلة المباشرة، بعد استكمال بناء الثقة وتحديد أرضية مشتركة.

سليمان: نأمل في ترسيم الحدود

أما الرئيس سليمان فأكد تطلع بلاده إلى إقامة أفضل العلاقات مع سوريا، مشيرا إلى أن القمة أفضت إلى اتفاق بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وأعرب عن أمله في أن يتم ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان وضبطها بالآليات المناسبة، مؤكدا أن هذه الخطوة يجب أن تنطلق من الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين.

مصادر الخبر:

-Déclaration conjointe de MM. Nicolas Sarkozy, Président de la République, Cheikh Hamad Bin Khalifa Al-Thani, émir de l’Etat du Qatar, Bachar Al-Assad, Président de la République arabe syrienne, et Michel Sleimane, Président de la République libanaise, sur la situation politique au Liban, le processus de paix entre Israël et la Syrie et sur la question palestinienne, à Paris le 12 juillet 2008.

اتفاق تاريخي بتبادل العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان

ترحيب أميركي بالتوافق السوري اللبناني للتبادل الدبلوماسي

سياسي/ أمير قطر والرئيس السوري واللبناني/ لقاء

ساركوزي: سوريا ولبنان على استعداد لتبادل العلاقات

أرشيف العرب

سياسي / قمة رباعية في باريس / اختتام ومؤتمر صحفي

أرشيف السفير

القمة الرباعية: تبادل ديبلوماسي سوري – لبناني ورعاية فرنسية لمحادثات السلام المباشرة

تمسك عربي بذكر مبادرة السلام العربية في البيان الختامي . ساركوزي يزور سورية في منتصف أيلول

سليمان لساركوزي : المفاوضات مع إسرائيل أمر مبكر

اختراق جوهري في قمة الإليزيه الرباعية