خلال زيارته السادسة إلى باريس.. أمير قطر يلتقي شيراك ويؤكد حق الفلسطينيين في انتخاب رئيسهم

باريس
3 يوليو 2002
حمد بن خليفة وشيراك

أمير قطر يلتقي شيراك في قصر الإليزيه ويؤكد في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، أن للشعب الفلسطيني الحق في اختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع

أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مباحثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه، الأربعاء 3 يوليو/تموز 2002، تركزت على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مجالات الأشغال العامة والصحة والصناعات التحويلية، إلى جانب استعراض القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأكد الأمير، في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، أن للشعب الفلسطيني الحق في اختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع، ردا على دعوة أمريكية لتنحي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

كما شدد على أن تنفيذ خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن الشرق الأوسط يقتضي انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن تهدئة الأوضاع تستلزم تدخلا دوليا فاعلا.

وتتزامن زيارة أمير قطر إلى باريس في لحظة حرجة لعملية السلام بالشرق الأوسط، حيث كانت الأراضي الفلسطينية تعيش تصعيدا غير مسبوق منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون (زعيم المعارضة آنذاك) للمسجد الأقصى.

وفي ربيع 2002، شن الجيش الإسرائيلي عملية “السور الواقي” التي اجتاح خلالها مدن الضفة الغربية، بما فيها رام الله وجنين ونابلس، وحاصر الرئيس ياسر عرفات في مقره برام الله، ما أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية الفلسطينية، وأدى إلى تعميق أزمة الثقة في مسار أوسلو ودفع المجتمع الدولي إلى البحث عن مخرج سياسي جديد.

وقالت المتحدثة باسم الإليزيه كاترين كولونا إن لقاء الرئيس شيراك والأمير حمد بن خليفة، الذي استغرق نحو ساعة، جرى بكامله تقريبا على انفراد، وسمح بالتطرق إلى قضية الشرق الأوسط واستعراض الوضع في المنطقة.

وأضافت: “العلاقات الثنائية ثابتة وممتازة على الصعيد السياسي، وهي مرشحة لأن تتوطد على المستويين الاقتصادي والثقافي”.

ولفتت إلى أنه، إلى جانب التعاون العسكري الكثيف بين الدوحة وباريس المرتبطتين باتفاق دفاعي منذ عام 1999، تُعد فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في قطر و”شريكا اقتصاديا مهما”.

وأضافت المتحدثة باسم الإليزيه أن “وجود فرنسا في قطر تعزز مؤخرا في مجالي النفط والغاز”.

وأشارت إلى أن المحادثات سمحت بالتطرق إلى آفاق التعاون في مجالات جديدة، منها الأشغال العامة، والصحة، والصناعات التحويلية.

وقالت إن الرئيس شيراك رحب بـ”الانفتاح والإصلاحات التي تقوم بها قطر بحكمة وفي اتجاه التحديث”.

وكان أمير قطر أكد في تصريحات مؤخرا أن الانتخابات التشريعية الأولى في بلاده ستُجرى هذا العام، في إطار عملية ديمقراطية تشهدها البلاد.

حمد بن خليفة وشيراك
الأمير دعا إلى تدخل طرف آخر لتهدئة الأوضاع بالأراضي الفلسطينية

تعليق على خطاب بوش

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب اللقاء، طالب أمير قطر بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية حتى يتمكّن خطاب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حول الشرق الأوسط من أن يجد طريقه نحو التنفيذ.

وأكد أن السيطرة على الوضع الراهن في الشرق الأوسط تحتاج إلى تدخل طرف آخر للمساهمة في تهدئة الأوضاع، في إشارة إلى دور دولي أو وسيط محايد يمكن أن يساعد في كسر الجمود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم ترك الأمر بيد الولايات المتحدة وحدها.

وأعرب أمير قطر عن اعتقاده بوجود “أشياء إيجابية في الخطاب”، لكنه قال: “لا بد من اتخاذ خطوات جيدة بالنسبة للوضع الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وعن دعوة الرئيس الأمريكي إلى تنحي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال الشيخ حمد إن الرئيس عرفات “رئيس منتخب، وإن الشعب الفلسطيني هو الذي يحدد من يكون رئيسه”.

كان الرئيس بوش ألقى خطابا في 24 يونيو/حزيران 2002 تناول فيه رؤيته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث دعا إلى تغيير القيادة الفلسطينية، متهما الرئيس عرفات بـ”عدم الجدية في محاربة الإرهاب”، كما اشترط قيام “قيادة جديدة” من أجل قيام دولة فلسطينية.

ودعا بوش إلى إقامة دولة فلسطينية مؤقتة في غضون 3 سنوات، على أن يتم ذلك بالتوازي مع إصلاحات سياسية وأمنية واقتصادية في المؤسسات الفلسطينية، ووقف ما وصفه بـ”العنف ضد إسرائيل”.

وأثار الخطاب جدلا واسعا في العالم العربي، حيث اعتُبر تجاوزا للحق الفلسطيني في اختيار قيادته بشكل ديمقراطي.

ووصل أمير قطر إلى باريس، الأربعاء، في زيارة إلى فرنسا تستغرق ثلاثة أيام، يرافقه خلالها وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2002، أن الأمير سيلتقي، إلى جانب شيراك، كلا من وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان، ووزيرة الدفاع ميشال أليو-ماري، ووزير الداخلية نيكولا ساركوزي.

وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو، أن “هذه المحادثات تندرج في إطار العلاقات الممتازة والحوار السياسي المستمر الذي نقيمه مع قطر”.

وأضاف: “كما أن المحادثات ستشكّل مناسبة للبحث في الوضعين الدولي والإقليمي، وفي تعميق علاقاتنا الثنائية التي تبقى فاعلة جداً في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية”.

وهذه الزيارة تعد السادسة للشيخ حمد بن خليفة إلى باريس كأمير للبلاد حيث سبق أن زارها 5 مرات في ديسمبر/كانون الأول 1996، ويونيو/حزيران 1998، وأكتوبر/تشرين الأول 2000، وأبريل /نيسان 2001، وأكتوبر/تشرين الأول 2001.

فيما زارها للمرة الأولي في يونيو/حزيران 1987، لكنها كان وقتها وليا للعهد ووزيرا للدفاع، والتقى شيراك الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء.

مصادر الخبر: