خلال كلمته في افتتاح منتدى أمريكا والعالم الإسلامي .. أمير قطر يشدد على أهمية الحوار لتسوية الأزمات وتعزيز التعاون مع واشنطن

الدوحة
10 يناير 2004
حمد بن خليفة

أمير قطر يشدد على أهمية الحوار لتسوية الأزمات وتعزيز التعاون مع واشنطن في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الدورة الأولى من “منتدى أمريكا والعالم الإسلامي”

أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، السبت 10 يناير/كانون الثاني 2004، أن الحوار الصريح بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة هو السبيل لترسيخ علاقات الصداقة بين الجانبين على أساس من الشراكة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الدورة الأولى من “منتدى أمريكا والعالم الإسلامي”، الذي يُعقد تحت رعايته في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقال الأمير إن المنتدى، الذي كان فكرة دعا إليها عام 2002، يكتسب أهمية خاصة تنبع من أهمية الموضوع الذي يتناوله وهو “الحوار الإسلامي – الأمريكي”.
وأضاف: “نسعى جميعا إلى تعزيز هذا الحوار ومواصلته لزيادة أسس التفاهم المتبادل بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة وتقوية علاقات التعاون بينهما”.

وأكد أن “الحوار الصريح والدائم على مختلف المستويات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة هو السبيل لترسيخ علاقات الصداقة على أساس من الشراكة، والاحترام المتبادل، والتفاهم، وهي المبادئ التي يجب أن تحكم العلاقات بين الدول والشعوب كافة”.

واعتبر أن المنتدى يكتسب أهمية خاصة نظرا للظروف التي يمر بها العالم حاليا، مشيرا إلى أن “التحديات التي نواجهها جميعا تحتم علينا بذل الجهود لتسوية الأزمات والنزاعات الإقليمية القائمة بالطرق السلمية، وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي”.

الأوضاع في فلسطين

وحذر من أن “تردي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغ حدا غير مقبول بسبب ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي وما تتسم به من عنف بالغ ينتهك قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وقراراتها وحقوق الإنسان”.

وقال: “عالمنا الإسلامي يتساءل عن سبب إحجام المجتمع الدولي عن ممارسة الضغط على إسرائيل لحملها على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، في الوقت الذي تقع فيه الضغوط كلها على الجانب العربي وحده”.

في هذا السياق، دعا أمير قطر الولايات المتحدة، باعتبارها راعية عملية السلام، إلى تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى وقف العنف، بما يُمهد لاستئناف المفاوضات وتطبيق “خارطة الطريق”، لتحقيق الرؤية الإيجابية للرئيس جورج دبليو بوش بشأن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل.

وأكد أن “تحقيق السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط يتطلب كذلك انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك الأراضي السورية وباقي الأراضي اللبنانية المحتلة، في إطار التسوية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي”.

حضر الافتتاح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبد الله بن حمد العطية.

وحدة العراق

وتطرق أمير قطر إلى غزو العراق العام الماضي، واصفا ذلك بأنه حدث جسيم يتعين علينا أن نتعامل مع تداعياته بكثير من الحكمة والواقعية.

وفي هذا الخصوص شدد على ثوابت أساسية لرؤية قطر لما يجري في هذا البلد العربي، وهي “ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيه، ومساعدة العراقيين على تجاوز محنتهم، واستعادة استقلالهم وسيادتهم، واختيار قيادتهم بحرية وديمقراطية”.

واعتبر أن “عراقا ديمقراطيا سيسهم بشكل كبير في تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمهد لعودة أرض الحضارات إلى مكانها الطبيعي في الأسرة الدولية”.

دعوة للإصلاح

كما دعا الأمير الزعماء العرب والمسلمين إلى معالجة الأزمات التي تواجه دولهم ومجتمعاتهم، والمضي في تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية، تهدف إلى تعزيز المشاركة الشعبية وتوسيع قاعدة الممارسة الديمقراطية، من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وأعلن في سياق آخر أن “منتدى أمريكا والعالم الإسلامي” بدأ خطواته العملية الأولى عبر إطلاق “مشروع قطر – بروكينغز”، الذي سيتولى الإشراف على أعمال المنتدى ودوراته المستقبلية، مؤكدا أن الدوحة ستكون المقر الدائم لهذا المنتدى ودوراته المقبلة.

وأوضح أن “قطر – بروكينغز” سيكون له مجلس استشاري دولي من شخصيات عالمية لـ”متابعة هذه المهمة والتخطيط لأنشطته المستقبلية في تعزيز سبل التفاهم الأفضل بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة”.

وأعرب عن الأمل في أن “نحقق من خلال الحوار البناء والصريح، في إطار أعمال هذا المؤتمر، الأهداف التي نسعى جميعا إلى تحقيقها”.

وقال: “هدفنا وطموحنا هو المساهمة في تعميق التفاهم ودعم التعاون وزيادة التقارب بين شعوب العالم ومجتمعاته”.

واعتبر أن “هذا يقتضي قبل كل شيء الحوار والتواصل بين دولنا وثقافاتنا وحضاراتنا، فنحن من المؤمنين بتفاعل الثقافات والحضارات، ومن الرافضين لمفاهيم الصراع بينها”.

وأوضح أن “الإسلام، كديانة وحضارة وثقافة، جزء أساسي وحيوي من مجمل الحضارات والثقافات والديانات التي شكلت على مر العصور والأجيال العالم المعاصر وتراثه”.

واختتم كلمته قائلا: “الحوار الجاري بين بلداننا ومجتمعاتنا اليوم ليس إلا استمرارا للحوار والتفاعل المثمر الذي طالما ميز العلاقات التاريخية بين شعوبنا. فلنحافظ على هذا التراث الزاخر، ولنعمل ما في وسعنا على إثرائه وتعميقه وتطويره لما في ذلك من مصلحة لشعوب العالم أجمع”.

12 ورقة عمل

تجدر الإشارة إلى أن “منتدى أمريكا والعالم الإسلامي” يناقش، على مدار 3 أيام، 12 ورقة عمل متنوعة بمشاركة مفكرين وأكاديميين وصنّاع قرار من مختلف دول العالم.

وتشمل أوراق العمل المطروحة في المؤتمر محاور متعددة من أبرزها: “رجل واحد.. صوت واحد”، و”التوقيت: المدخل إلى الديمقراطية”، و”تحسين العلاقات عبر الديمقراطية الشعبية”، و”القطاع الصناعي الخاص والشؤون المالية”، و”عوائق الصدمة والترويع”، إلى جانب “القوانين الجديدة للحرب عالية التقنية”، و”فتح الحدود وتفعيل التجارة الحرة”.

كما تتناول الأوراق موضوعات “التعليم والتنمية الإنسانية”، و”الإصلاح والأقليات المسلمة”، و”الإمبريالية الجديدة: مستقبل الدور الأمريكي في الخليج”، و”الإعلام بين المسؤولية والأخلاق”، و”تفعيل المجتمع المدني”، إضافة إلى محور “الجيل القادم والعلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي”.

ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 شخصية من 40 دولة، من بينهم أكاديميون، وصناع قرار، وعلماء دين إسلامي، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، ورجال إعلام.

مصادر الخبر:

2004 U.S.-Islamic World Forum

الدوحة تستضيف المؤتمر الثاني للحوار الإسلامي الأميركي

نص كلمة سمو الأمير في افتتاح المؤتمر

الأمير: الحوار الدائم والصريح السبيل لتوطيد الصداقة على أسس من الشراكة والتفاهم المتبادل

افتتاح مؤتمر الحوار الإسلامي الأميركي بالدوحة