خلال استقباله لوزير الخارجية السوداني.. أمير قطر يدعو الخرطوم والحركة الشعبية إلى التمسك بالبروتوكولات الستة للسلام

الدوحة
20 يونيو 2004
أمير قطر ومصطفى عثمان

أمير قطر يدعو الخرطوم والحركة الشعبية لإتمام عملية السلام في السودان على أساس البروتوكولات الستة

حث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الحكومة السودانية و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة جون قرنق، على التمسك باتفاقات البروتوكولات الستة للسلام، مؤكدا دعم بلاده الكامل لهذه العملية.

جاء ذلك خلال استقبال الأمير لوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل في الديوان الأميري بالدوحة، الأحد 20 يونيو/حزيران 2004.

إنجاز نوعي

ونقلت صحيفة “الراية” القطرية عن إسماعيل قوله إن الأمير خلال اللقاء أكد دعم قطر الكامل لعملية السلام في السودان، معتبرا أن البروتوكولات الستة للسلام التي تم التوصل إليها بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية تُعد “السبيل الصحيح لمعالجة مشكلة الجنوب وتُمثل إنجازا نوعيا”.

وطالب الأمير الطرفين بالتمسك بهذا الاتفاق والعض عليه بالنواجذ، مشددا على أن السودان بحاجة إلى تكريس السلام والاستقرار ليستطيع استثمار طاقاته وموارده على الوجه الأمثل.

واندلع النزاع في جنوب السودان منذ عام 1983 عندما رفعت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” السلاح ضد حكومة الخرطوم، متهمة إياها بـ”تهميش الجنوب سياسيا واقتصاديا وفرض هوية دينية وثقافية لا تعكس تنوع البلاد”.

ومنذ عام 2002 دخلت الحكومة السودانية والحركة الشعبية في مفاوضات بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيجاد”، نتج عنها التوصل إلى ستة بروتوكولات بحلول مايو/أيار 2004، تناولت تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وقضايا مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي.

أوضاع دارفور

كما رحب أمير قطر بالمعالجات التي تتبناها حكومة الخرطوم إزاء الأوضاع في إقليم دارفور غربي السودان على الصعيدين السياسي والإنساني، وفق تصريحات إسماعيل.

ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس السوداني عمر البشير “التعبئة الكاملة” لنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة غير الشرعية في دارفور، بما في ذلك ميليشيات “الجنجويد” المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة بحق القرى ذات الأصول الإفريقية بالإقليم.

وجاء هذا القرار إثر ضغوط وتهديدات أمريكية بفرض عقوبات على مسؤولين سودانيين، وتضمن نشر قوات إضافية من الشرطة والجيش لضبط الأمن ومنع تسلل المتمردين عبر الحدود مع تشاد.

ومنذ فبراير/شباط 2003، اندلع نزاع مسلح بدارفور عندما بدأت حركتان متمردتان هما “تحرير السودان” و”العدل والمساواة” بقتال الحكومة السودانية بدعوى اضطهاد الأخيرة لسكان الإقليم من غير العرب، وهو ما تنفيه الخرطوم.

رسالة من البشير

إسماعيل سلم بدوره أمير قطر رسالة خطية من الرئيس البشير تتعلق بعملية السلام في الجنوب وتطورات دارفور، إضافة إلى نسخة من البروتوكولات الستة الموقعة مؤخرا بين النائب الأول للرئيس علي عثمان طه وقرنق.

ومن المقرر أن تشكل هذه البروتوكولات الأساس لاتفاقية السلام النهائية التي يُتوقع توقيعها في نيروبي نهاية يوليو/تموز أو مطلع أغسطس/أب 2004، في احتفال يحضره عدد من القادة المهتمين بعملية السلام في السودان.

ووصف إسماعيل اللقاء مع الشيخ حمد بن خليفة بـ”المثمر والبناء”، وقال إنه وضع الأمير في صورة التطورات الراهنة بدارفور، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الإنساني، فضلا عن جهود الحكومة لإيجاد حلول سياسية للأزمة.

كما جرى التطرق إلى العلاقات الثنائية بين قطر والسودان، حيث استمع الوزير إلى ملاحظات وتوجيهات الأمير التي وعد بنقلها إلى الرئيس البشير.

طلب وساطة قطرية

في هذا السياق، ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية أن الوزير السوداني طلب خلال زيارته الدوحة وساطة قطر للمساعدة في تهدئة المخاوف الأمريكية بشأن دارفور وتخفيف الضغوط المتزايدة على الخرطوم، خصوصا التهديدات بفرض عقوبات على مسؤولين سودانيين.

وأوضحت الصحيفة أن الطلب جاء بعد اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لإسماعيل رحّب فيه بإعلان البشير عزمه نزع سلاح “الجنجويد” وفصائل أخرى مرتبطة بالحكومة في دارفور.

وعقب زيارة استغرقت ساعات، غادر إسماعيل مطار الدوحة مساء اليوم نفسه.

وكان الوزير السوداني أكد للصحفيين لدى وصوله الدوحة، أن حكومته “مصممة على التعاون مع المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي لإعادة الأوضاع في دارفور إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف أن اللجان الفنية ستجتمع في كينيا خلال الأسبوع نفسه للنظر في الملاحق التي ستصاحب البروتوكولات الستة، ولا سيما ملحق الترتيبات الأمنية وملحق تقاسم السلطات، تمهيدا لتوقيع اتفاقية السلام الشامل.

وتأتي زيارة وزير الخارجية السوداني إلى الدوحة في إطار تحرك دبلوماسي واسع من جانب الخرطوم لشرح نتائج وأبعاد عملية السلام مع الحركة الشعبية والجهود لحل الأزمة في دارفور.

مصادر الخبر:

الأمير: قطر تدعم السلام في السودان ونطالب الطرفين بالتمسك بالاتفاق

د. مصطفي عثمان لـالراية: الأمير يؤكد دعم قطر الكامل لعملية السلام في السودان

البشير يأمر بنزع سلاح الجنجويد بدارفور

توقيع ثلاثة بروتوكولات بين الخرطوم وقرنق اليوم في نيفاشا

أمير قطر تسلم رسالة من البشير تتناول الأوضاع في دارفور

القدس العربي