بعد نجاح الدوحة في حل الأزمة اللبنانية.. أمير قطر يزور سوريا لبحث تعزيز التعاون والتوافق العربي

دمشق
30 مايو 2008
حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وبشار الأسد

أمير قطر يزور سوريا لبحث تعزيز التعاون والتوافق العربي بعد أنهى اتفاق الدوحة أزمة سياسية في لبنان استمرت لنحو 18 شهرا

أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، زيارة للعاصمة السورية دمشق، رفقة رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عقب نجاح مساعي الدوحة لإنهاء الأزمة اللبنانية.

وعقد أمير قطر مع الرئيس الأسد اجتماعا موسعا، بحضور بن جاسم ، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، الجمعة 30 مايو/ أيار 2008، تناول سبل تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي إزاء القضايا العربية.

ووصل أمير قطر إلى دمشق على رأس وفد يضم مسؤولين بارزين، وكان في استقبالهم الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين السوريين.

وقال مصدر دبلوماسي قطري لوكالة يونايتد برس إنترناشونال في دمشق إن المباحثات ركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب بحث الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الوضع اللبناني في إطار جهود المصالحة اللبنانية التي تقودها قطر وتحظى بدعم سوري.

وأضاف المصدر أن المحادثات تطرقت كذلك إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن مسار عملية السلام بين سوريا وإسرائيل، بما يعكس اهتمام الجانبين بمتابعة مختلف الملفات الساخنة في المنطقة.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات بارزة على صعيد المصالحة العربية، في ظل الدور الذي تضطلع به دمشق بصفتها رئيسة للقمة العربية، وبمساندة من دولة قطر، الأمر الذي يعزز فرص التقارب بين العواصم العربية.

وأكد المصدر على أهمية زيارة أمير قطر إلى دمشق، لكونها تأتي في سياق متابعة ملفات التعاون بشكل أعمق، بما يسهم في معالجة القضايا العالقة، سواء تلك المتعلقة بلبنان أو فلسطين، أو ما يتصل بعلاقات الدول العربية فيما بينها، متوقعاً انفراجاً قريباً في مسار العلاقات السورية ـ المصرية والسورية ـ السعودية.

وذكرت مصادر سورية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن زيارة أمير قطر إلى دمشق جاءت في سياق التوجه المشترك للبلدين في التعامل مع المتغيرات الإقليمية، والتي كان لها دور مهم في تغيير المواقف الدولية وتجنب المنطقة المزيد من الأزمات، لاسيما بعد نجاح مباحثات الدوحة في التوصل إلى اتفاق أنهى الأزمة اللبنانية.

وأوضحت المصادر أن تصحيح العلاقات العربية ـ العربية وتفعيل العمل العربي المشترك كانا في صدارة أولويات التنسيق بين دمشق والدوحة، تنفيذًا لقرارات قمة دمشق وبما يخدم المصالح العربية ويعالج جوانب القصور في العمل العربي.

وأضافت أن هذا التوجه يعكس أيضًا التزام الجانبين بدعم الجهود لرفع الحصار المفروض على غزة، ووقف السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تجويع الشعب الفلسطيني، فضلًا عن الدفع نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية التي تفتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتأتي زيارة الوفد القطري، بعد أربعة أيام من زيارة بن جاسم إلى دمشق في 26 مايو/أيار 2008، سلم خلالها رسالة من أمير قطر للرئيس السوري.

وتضمنت الرسالة شكر الشيخ حمد بن خليفة للأسد على الدور السوري في إتمام اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية في 21 مايو/ أيار 2008.

وآنذاك، قال بن جاسم في كلمة للصحفيين، إن رسالة الأمير التي حملها للأسد تتضمن شكر قطر للدور السوري للتوصل لحل الأزمة اللبنانية.

وأضاف أنه جاء “لشكر الرئيس الأسد على دور سوريا لأنه كان دورا مهما في التوصل إلى هذا الحل”.

وعبر عن سعادته بدور الجامعة العربية، التي “استطاعت أن تتفق على أن الموضوع اللبناني يجب أن يحل”، مشيرا إلى أن اتفاق الدوحة هو تتويج لهذا العمل. 

وأكد أنه في حال توفر توافق عربي كامل فإن الدول العربية لديها القدرة على حل أي موضوع بشكل إيجابي وسريع، “ولكن المهم أن يتفقوا على أن يكون هناك حل”.

حمد بن خليفة وبشار الأسد
وأنهى اتفاق الدوحة أزمة سياسية في لبنان استمرت لنحو 18 شهرا

وفي مايو/ آيار 2008، استضافت العاصمة القطرية الدوحة جولة حاسمة من المفاوضات بين الأطراف اللبنانية المتنازعة، برعاية عربية ودولية.

وبعد أيام من المباحثات المعقدة تم توقيع اتفاق الدوحة في 21 مايو/ آيار 2008، الذي وضع حدً للاشتباكات الدامية التي شهدها لبنان. 

وأنهى اتفاق الدوحة أزمة سياسية في لبنان استمرت لنحو 18 شهرا، ووصلت إلى حد الاقتتال الداخلي خلال الأسبوع الثاني من مايو/ أيار 2008، ما كان ينذر بدخول البلاد حربا أهلية جديدة.

وفي 25 مايو/أيار 2008، انتخب مجلس النواب اللبناني (البرلمان) قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للبلاد، بحضور بن جاسم.

ويعد انتخاب ميشال سليمان تطبيقا لأول بنود اتفاق الدوحة الذي وقعته الأطراف اللبنانية برعاية قطر وجامعة الدول العربية. 

وينص “اتفاق الدوحة” على انتخاب سليمان رئيسا توافقيا وتخصيص نسب الكتل السياسية في تشكيل الحكومة الجديدة. 

كما ينص على تعهد جميع الأطراف “بحظر اللجوء إلى استخدام السلاح أو العنف أو الاحتكام إليه فيما قد يطرأ من خلافات أيا كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف كان”.

إضافة إلى “حصر السلطة الأمنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين بيد الدولة بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الأهلي”.

وتشهد العلاقات السورية القطرية تطورا مستمرا في جميع المجالات لا سيما السياسية والاقتصادية.

ويرتبط البلدان باتفاق تجاري واتفاقيات لتشجيع التعاون وحماية الاستثمارات المتبادلة، فيما تحتل قطر المرتبة الأولى بالاستثمارات العربية في سوريا بحسب وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.

مصادر الخبر:

رئيس سوريا ورئيس وزراء قطر يبحثان وضع لبنان والمنطقة

أمير دولة قطر يصل إلى دمشق

الأمير والأسد بحثا المصالحة العربية العربية

أمير قطر يجتمع مع الأسد في دمشق

الأسد يلتقي في دمشق أمير قطر، ويبدأ الأحد جولة عربية