في مقابلة بالدوحة.. الرئيس الفلسطيني يتشاور مع أمير قطر حول مفاوضات مباشرة محتملة مع إسرائيل

الدوحة
14 أغسطس 2010
حمد بن خليفة ومحمود عباس أبو مازن

الرئيس الفلسطيني يتشاور مع أمير قطر حول مفاوضات مباشرة محتملة مع إسرائيل حيث يبذل الأمير جهودا مكثفة لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي

أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الجمعة 13 أغسطس/ آب 2010،  مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحة الفلسطينية. 

جاء ذلك خلال استقبال سمو الأمير للرئيس عباس والوفد المرافق له في العاصمة القطرية الدوحة، في ظل مفاوضات مباشرة محتملة مع إسرائيل.

وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، إلى جانب استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.

وشارك في جلسة المباحثات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وحضر عن الجانب الفلسطيني رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير صائب عريقات، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، وسفير فلسطين لدى قطر منير غنام.

وتزور وفود من السلطة والفصائل الفلسطينية الدوحة بشكل متكرر للتشاور والتنسيق، بفضل ارتباط قطر بعلاقات جيدة مع القوى الفلسطينية كافة، وموقفها الثابت الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

مفاوضات محتملة

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد إن السلطة الفلسطينية ستعلن موقفها غدا أو بعد غد بشأن احتمال بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

وتحتل إسرائيل منذ حرب 1967 أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، رغم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تنص على هذا الحق الفلسطيني.

وأضاف الأحمد الذي يرافق عباس، في تصريح صحفي: “سنحدد موقفنا بناء على ما سمعناه من الإدارة الأمريكية التي طالبناها بمزيد من الوضوح إزاء التحرك الذي تقوم به”.

ومطلع أغسطس/ آب 2010، كشف مسؤولون فلسطينيون أن عباس تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعاه فيها إلى البدء بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

ووعد أوباما، في رسالته، عباس بالعمل على وقف الاستيطان، وإقامة دولة فلسطينية متواصلة ذات سيادة قابلة للحياة تعيش في أمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

ووفقا للأمم المتحدة يعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوض إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، لكن إسرائيل تواصل البناء الاستيطاني.

وتابع الأحمد أن عباس طلب مهلة عدة أيام للتشاور مع الأطراف العربية، التي هي على تماس مباشر.

وتابع أن عباس التقى، ضمن مشاوراته، مع الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، إضافة إلى سمو أمير قطر.

حمد بن خليفة
سمو الأمير حمد ندد مرارا بحصار إسرائيل الظالم لقطاع غزة (الفرنسية)

حصار غير إنساني

ويبذل سمو الأمير جهودا مكثفة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي عبر إعادة الحقوق العربية، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.

وفي 31 مايو/ أيار 2010، ندد سموه باقتحام القوات الإسرائيلية في ذلك اليوم لسفن “أسطول الحرية” لكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عام 2006.

وكان سمو الشيخ حمد يتحدث في كلمة افتتح بها أعمال منتدى الدوحة العاشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط.

و”أسطول الحرية” هو مجموعة سفن حملت نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا وعددا من ممثلي وسائل الإعلام الدولية ومواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.

لكن البحرية الإسرائيلية شنت هجوما بالرصاص الحي في المياه الدولية على سفينة “مافي مرمرة” التركية في 31 مايو/أيار 2010، ما خلف سبعة قتلى من النشطاء وحال دون وصول الأسطول لغزة.

وطالب سمو الأمير “كل مَن يتحدث عن الحرية والعدالة بفعل شيء لكسر الحصار على غزة، حتى لا تذهب دماء هؤلاء الأحرار سدى”.

ودان “أعمال القرصنة الإسرائيلية ضد متضامنين عرب وأجانب حاولوا كسر حصار غير إنساني وغير عادل مفروض على أهلنا في قطاع غزة لا لسبب إلا لأنهم مارسوا حقهم الديمقراطي في الاختيار”.

ويشير سمو الأمير بذلك إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، في يناير/ كانون الثاني 2006، ثم تشكيلها حكومة حاصرتها إسرائيل ودول غربية.

وترفض “حماس” الاعتراف بوجود إسرائيل، بينما تواصل احتلال أراضٍ فلسطينية منذ عقود.

وأضاف سمو الشيخ حمد أن “الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين المتضامنين مع شعبنا تذكرنا جميعا أن هناك حصارا غير عادل وجرحا مفتوحا ينزف في قطاع غزة”.

مصادر الخبر: 

الأمير يبحث مع أبو مازن تطورات القضية الفلسطينية

السلطة الفلسطينية تحدد موقفها من المفاوضات المباشرة خلال يومين

عباس يجتمع مع أمير قطر في الدوحة