أمير قطر يستقبل وفدا من حماس بالدوحة بعد فوزها بالانتخابات الفلسطينية

أمير قطر يستقبل وفدا من حماس بالدوحة برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية
استقبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، الخميس 9 فبراير/ شباط 2006، وفد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع على الساحة الفلسطينية في أعقاب فوز الحركة بالانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى جانب استعراض مستجدات القضية الفلسطينية وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
. وحضر جلسة المباحثات كل من النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الديوان الأميري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني.
كما حضرها مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية القطرية السفير إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، بالإضافة إلى عدد من أعضاء “حماس” المرافقين لمشعل.

دور قطر
وأعرب مشعل، في مؤتمر صحفي عقب جلسة المباحثات، عن تقديره لدعم قطر المستمر للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
ويكثف سمو الأمير جهوده على الساحة الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام الدولة الفلسطينية.
وأوضح مشعل أن وفد “حماس” بحث مع سمو أمير قطر الوضع الفلسطيني، إذ “قدم الوفد رؤية الحركة للأوضاع الفلسطينية، وتقدمنا بطلب الدعم”.
وأضاف أن قطر تبارك لـ”حماس” فوزها، فهي تتعامل مع الواقع الذي أفرزته الانتخابات.
وفازت “حماس” في انتخابات تشريعية فلسطينية، أُجريت في يناير/ كانون الثاني 2006، وتستعد لتشكيل حكومة فلسطينية.
وترفض تل أبيب مشاركة “حماس” في السلطة؛ لأن الحركة ترفض الاعتراف بإسرائيل بينما تواصل احتلال أراضٍ فلسطينية.
وأشاد مشعل بنتائج مباحثاته مع سمو الشيخ حمد، وقال إن القيادة القطرية شددت على استمرار دعمها السياسي والمالي للشعب الفلسطيني، ولن تتخلى عن مسؤولياتها خاصة بعد فوز “حماس” بالأغلبية النيابية.
وأوضح أن “حماس” حصلت على وعود قطرية باستمرار الدعم المادي للسلطة الفلسطينية والحكومة، لكنه لم يكشف عن حجم هذا الدعم الذي “لم يتبلور بعد”.
وأكد مشعل أن قطر مع مصلحة الشعب الفلسطيني، ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاهه.
ونفى وجود وساطات قطرية أو عربية لاعتراف “حماس” بإسرائيل، كما نفى وجود وساطة قطرية بين الحركة والولايات المتحدة.
شكر لسموه
وعقب وصوله الدوحة أعرب مشعل للوكالة القطرية عن سعادته بزيارة قطر التي ظلت دائما وأبدا وفية للشعب الفلسطيني داعمة له وواقفة إلى جانبه طوال تاريخه.
وتابع: “جئنا إلى الدوحة لنقول شكرا لسمو الأمير لوقوف قطر الدائم لصالح قضية شعبنا، وثقتنا بقطر كبيرة أن تكون دائما معنا وإلى جانبنا، وسيكون شعبنا وفيا لقطر قيادة وحكومة وشعبا”.
وأضاف أن الحركة ستعمل على تشكيل الحكومة، بعد تكليف الرئيس محمود عباس، على أساس ائتلاف وطني قائم على التكنوقراط (وزراء من خارج الفصائل) والكفاءة والنزاهة.
وأردف: ثم يأتي بعد ذلك ترتيب البيت الفلسطيني في جوانبه الأخرى.
مشعل دعا الأمة العربية والإسلامية إلى أن تقف إلى جانب “حماس”، وتدعم الشعب الفلسطيني وحكومته الجديدة، وترد على دعوات التجويع والمعاقبة للشعب الفلسطيني التي تدعو بها بعض الأطراف الدولية.
واستطرد: “نحن على ثقة بأن الأمة ستقف إلى جانبنا.. وقطر ستكون في طليعة الدول العربية التي تقف إلى جانبنا، وهي عزيزة علينا بحكم محطات عديدة لا تزال مختزنة في ذاكرتنا”.
وعما إذا كانت الضغوط التي تُمارس على الحركة ستضطرها إلى تقديم تنازلات، قال مشعل إن “حماس” لا تقايض على مبادئها وثوابت قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
وأرجع إصرار “حماس” على الشراكة السياسية إلى أن العبء الفلسطيني كبير ومسؤولية وطنية لابد أن ينهض بها الجميع.
وساطات دولية
ورحب مشعل بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيادة “حماس” إلى زيارة العاصمة موسكو، وقال: إننا سنلبي الزيارة حال تلقينا دعوة رسمية.
فيما دعا كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش أي حكومة تجتمع مع الفلسطينيين، بما فيها الحكومة الروسية، إلى أن تشدد على شروط الوسطاء الدوليين للتعامل مع “حماس”.
وتؤكد اللجنة الرباعية الدولية للسلام ضرورة التزام أعضاء الحكومة الفلسطينية القادمة بنبذ “العنف”، والاعتراف بإسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة، وتهدد بمراجعة مساعداتها في حال لم يحدث ذلك.
وأُنشئت اللجنة الرباعية عام 2002، وتضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وتؤكد “حماس” أنها حركة مقاومة لإسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة “القوة القائمة بالاحتلال” في فلسطين.
جولة عربية
وتأتي زيارة وفد “حماس” للدوحة ضمن جولة في دول عربية وإسلامية، إذ التقى بالقاهرة في 8 فبراير/ شباط 2006 مسؤولين مصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وأفاد مشعل، في تصريح صحفي حينها، بنجاح المباحثات مع المسؤولين المصريين وموسى، والاتفاق على مبدأ الشراكة السياسية للحركة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
مشعل شدد على أن “حماس” ليست ضد أي حوار مع الغرب.
وتابع: نستشعر اليوم الأمانة الثقيلة في حمل مصالح الشعب الفلسطيني، ونحن على يقين من أن الدول العربية ستحترم إرادة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد إجراء انتخابات ديمقراطية.
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى المزيد من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمه ماديا وسياسيا ومعنويا واقتصاديا.
مصادر الخبر:
–مشعل يشكر الأمير لوقوف قطر الدائم مع الشعب الفلسطيني
–الأمير بحث مع وفد حماس الموضوعات ذات الاهتمام المشترك
–مشعل: لا وساطة قطرية أو عربية لاعتراف حماس بإسرائيل
–مشعل يقبل دعوة موسكو وأنان يدعو لمنح حماس فرصتها
–مشعل يقول إن “حماس” مع سلام حقيقي مع إسرائيل وستشكل قريبا حكومة ائتلافية جديدة
–مشعل يؤكد أن حماس مستعدة لتهدئة
–مشعل ووفد حماس ينتقل من القاهرة إلى الدوحة بطائرة خاصة أرسلها أمير قطر
–جهود مصرية لإقناع فتح بالانضمام لحكومة حماس الائتلافية.. وموفاز في القاهرة الثلاثاء
–مشعل يعلن نيته زيارة الأردن الممنوع عليه دخولها منذ ست سنوات