في ختام جولة خليجية.. رسالة لأمير قطر من صدام حسين وسط تهديدات أمريكية بضرب العراق

رسالة لأمير قطر من صدام حسين حملها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري وسط تهديدات أمريكية بضرب العراق
استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، وسط مخاوف متزايدة من احتمال توجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية إلى بلاده.
وذكرت صحيفة “الراية” القطرية أن صبري سينقل إلى سمو الأمير رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين، وسيجري مباحثات مع وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
ولم تتوفر معلومات عن تفاصيل المباحثات التي جرت بين سمو الأمير وصبري في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2002.
وأضافت أن الرسالة “توضح أبعاد رؤية بغداد للتطورات المتسارعة على صعيد الملف العراقي، خاصة بعد التفويض الذي منحه مجلس النواب الأمريكي للرئيس جورج بوش الابن باستخدام القوة العسكرية ضد العراق”.
وقطر هي آخر محطة في جولة خليجية قادت صبري إلى كل من البحرين والإمارات وسلطنة عمان.
ونقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن صبري سعى إلى الحصول على تأكيدات من الدول الأربع بعدم مشاركتها في أي عمل عسكري ضد العراق.

معلومات مضللة
ولدى وصوله إلى الدوحة، قال صبري إن “الرئيس الأمريكي كرر في خطابه (أمس) الاثنين معلومات مضللة وتزوير بائن (بشأن أسلحة الدمار الشامل) يهدف إلى تبرير حملته العسكرية ضد العراق”.
وأضاف أن صور الأقمار الاصطناعية التي بثها البيت الأبيض الاثنين لتأكيد تصريحات بوش هي “حجج يصدقها أعداء العراق، وبلا سند واقعي”.
ومنذ عام 1998 أوقف العراق تعاونه مع لجنة المفتشين الدوليين، إثر اتهامه لها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وتزييف الحقائق عبر التقارير التي ترفعها إلى مجلس الأمن الدولي.
وأعلنت بغداد، الثلاثاء، أن المفتشين الدوليين سيصلون إلى بغداد في 19 سبتمبر/ أيلول 2002، لاستئناف عملهم بعد توقف دام أربع سنوات.
تقويض التوازن
ويتبنى سمو أمير قطر سياسة تستند إلى ضرورة تنفيذ العراق القرارات الدولية ذات الصلحة بغزوه الكويت، لتجنبي بغداد ضربة عسكرية أمريكية، وإنهاء معاناة الشعب العراقي جراء الحصار الدولي.
وقبل أقل من شهر، حذر وزير الخارجية القطري من أن أي عمل عسكري أمريكي للإطاحة بالرئيس صدام سيقوض التوازن الدقيق للقوى في الشرق الأوسط.
وقال بن جاسم أمام معهد بروكينغز للأبحاث بواشنطن، في 11 سبتمبر/ أيلول 2002: “أي عمل عسكري من شأنه أن يزعزع الاستقرار ويقوض التوازن الدقيق في المنطقة”.
وأشار حمد بن جاسم في مناسبات عديدة إلى السعودية وإيران والعراق باعتبارها دولا كبيرة في منطقة الخليج.
وبالإضافة إلى قطر والسعودية يضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية كلا من الإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، وأُُسس في 25 مايو/ أيار 1981، ومقره في العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف بن جاسم أن صدام نفى، خلال لقائهما ببغداد في أغسطس/ آب 2002، امتلاكه أسلحة دمار شامل.
وأردف: “لن أتفاجأ إذا قبل صدام دخول المفتشين إلى بغداد. (ولكنه) يبحث عن ضمانة بأنه إذا سمح للمفتشين بالدخول، فلن يتعرض لضربة عسكرية حتى يقول المفتشون ما يريدون قوله”.
وأكد بن جاسم أنه “يتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دورا. يتعين علينا أن نعمل جميعا لبذل جهد مع الأمم المتحدة لنقول بالضبط ما يريدونه بشأن العراق”، لتجنب الحرب.
وقال إن الولايات المتحدة لم تطلب استخدام قاعدة العديد العسكرية في قطر، حيث توجد قوات وأسلحة أمريكية، لشن ضربة على العراق.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت قطر ستسمح باستخدام القاعدة لهذا الغرض، أجاب بأن بلاده “ستبحث الأمر بعناية” إذا ما سئلت عن ذلك.
وترتبط الدوحة وواشنطن باتفاقية دفاعية منذ عام 1992، من بين بنودها حماية قطر من أي تهديدات ومخاطر خارجية.
ويعاني العراق والمنطقة تداعيات احتلال قوات صدام عام 1990 الكويت، الدولة الغنية بالنفط.
وفي العام التالي طرد تحالف عسكري، قادته الولايات المتحدة وشاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي، القوات العراقية من الكويت.
مصادر الخبر:
–العراق يحذر من التهديد الأمريكي للمنطقة
–جيران العراق.. قادة عرب يستعدون بحزن لحرب حتمية
–مبعوث رئاسي عراقي يزور الدوحة الاثنين
–مبعوث رئاسي عراقي يزور الدوحة الإثنين