في ظل توتر سعودي إيراني .. الشيخ حمد بن خليفة يلتقي أحمدي نجاد في طهران ويؤكد انفتاحه على تعاون يعزز العلاقات الخليجية الإيرانية

طهران
5 نوفمبر 2009
حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد

الشيخ حمد بن خلفة يلتقي أحمدي نجاد في طهران في ظل توتر سعودي إيراني معربا عن رغبة بلاده في تمتين العلاقات بين إيران والدول الخليجية

طهران

أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، رغبة بلاده في تمتين العلاقات بين إيران والدول الخليجية، معربا عن استعداد الدوحة لبذل أي نوع من التعاون يحقق هذا الهدف.

جاء ذلك في تصريحات له خلال زيارة قصيرة أجراها إلى طهران، التقى خلالها الرئيس محمود أحمدي نجاد، ومرشد الثورة علي خامنئي، ووزير الخارجية منوشهر متكي.

وهذه هي الزيارة الثنائية الخامسة للأمير إلى طهران منذ توليه الحكم، بعد 4 زيارات في أعوام 2000 و2001 و2006 و2008.

وتزامنت الزيارة مع أزمة دبلوماسية متصاعدة بين السعودية وإيران، على خلفية ما قالت طهران إنه “سوء معاملة” يتعرض له مواطنوها المعتمرون، وتهديدها باتخاذ “قرارات مناسبة” إذا لم يتلق حجاجها “المعاملة المناسبة” خلال موسم الحج المقبل.

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير ونجاد تناولا أهم قضايا المنطقة والعالم الإسلامي

جلسة مباحثات

وفور وصوله طهران، عقد الأمير جلسة مباحثات مع الرئيس نجاد في قصر سعد آباد الرئاسي، شارك فيها من الجانب القطري رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ومن الجانب الإيراني النائب الأول للرئيس محمد رضا رحيمي، ووزير الخارجية منوشهر متكي، ووزير الاقتصاد والمالية شمس الدين حسيني، ووزير التجارة مهدي غضنفري.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، واستعرضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، دون ذكر تفاصيل أخرى.

أما وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” فأفادت بأن أمير قطر والرئيس الإيراني تناولا أهم قضايا المنطقة والعالم الإسلامي، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدَين على ضرورة وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها.

وأضافت أن الزعيمين أشارا أيضا إلى وجود تعاون جيد ومتميز بين البلدين، وبحثا سبل توسيع هذا التعاون في مختلف المجالات.

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير شدد على أن الدوحة تعتبر علاقاتها مع طهران “استراتيجية”

ووصف أمير قطر إيران بأنها “دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة”، مشددا على أن الدوحة تعتبر علاقاتها مع طهران “استراتيجية”، وأن هذه الرؤية “لن تتغير مطلقا”.

واعتبر أن التعاون بين البلدين يصب في مصلحة الشعبين والمنطقة، لافتا إلى أن البلدين يتبنيان في المجال السياسي خطا وفكرا واحدا يتمثل في خدمة مصالح الأمة الإسلامية.

كما أكد الأمير على أهمية العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، قائلا إن “قطر ترغب في تمتين هذه العلاقات، وهي مستعدة لبذل أي نوع من التعاون يحقق ذلك”.

وتتهم دول في مجلس التعاون الخليجي إيران بتنفيذ أجندة توسعية والتدخل في شؤونها الداخلية، بينما تؤكد طهران التزامها بمبدأ حسن الجوار ورغبتها في علاقات جيدة مع جيرانها.

ومن أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين النزاع حول جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج العربي، العائد إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1971.

من جانبه، قال الرئيس نجاد إن “العلاقات بين طهران والدوحة مبنية على أساس الاحترام المتبادل والثقة والأخوة”، معربا عن أمله في أن “يتوسع التعاون السياسي الطيب والمتميز القائم بين البلدين ليشمل كافة المجالات”.

وأشار إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا: “إذا وقفت الدول الإسلامية، ولا سيما دول الخليج، صفا واحدا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، فلن يكون هناك شك في أن الظروف ستصبح بالغة الصعوبة بالنسبة للكيان الصهيوني (إسرائيل)”.

لقاء خامنئي

وخلال الزيارة، التقى أمير قطر أيضا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بحضور الرئيس نجاد.

وأشاد الأمير بمواقف إيران تجاه العديد من القضايا الإسلامية والعربية، ولا سيما قضية فلسطين، مشيرا إلى الروابط التاريخية بين البلدين وإلى تطابق وجهات نظرهما في كثير من المسائل.

وأضاف أن على جميع دول المنطقة التصدي لمحاولات إثارة الانقسام المفروضة من الخارج، وتهيئة الظروف لمزيد من الاستقرار والأمن والتعاون.

كما أعرب عن أمله، في ضوء مباحثاته مع الرئيس الإيراني، بأن تشهد العلاقات بين إيران وقطر، ولا سيما في المجال الاقتصادي، وتيرة أسرع من النمو.

من جهته، أكد خامنئي أن العلاقات بين إيران وقطر تُعد نموذجا يُحتذى به في منطقة الخليج، مشيرا إلى تميزها السياسي وتطابق وجهات نظر البلدين في العديد من القضايا، ومؤكدا ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوسيع التعاون الاقتصادي.

ودعا إلى تعزيز التعاون بين جميع الدول الإسلامية، مشددا على أن منطقة الخليج ينبغي أن تتحول، عبر تعاون دولها، إلى منطقة آمنة ومزدهرة ومركز للتعاون المشترك.

وأعرب خامنئي عن تقديره لمواقف حكومة وأمير قطر خلال حرب الـ33 يوما في لبنان وحرب الـ22 يوما في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن تقف الحكومات العربية، انطلاقا من واجبها الإسلامي والعربي، إلى جانب شباب لبنان وغزة المؤمنين الذين دافعوا عن الحق، لكن مع الأسف بعض الحكومات العربية لم تتخذ الموقف المطلوب.

ويشير المرشد الإيراني الأعلى هنا إلى الحربين اللتين شنتهما إسرائيل على لبنان في يوليو/تموز 2006 ضد حزب الله، واستمرت 33 يوما، وعلى غزة أواخر 2008 ومطلع 2009، واستمرت 22 يوما.

وخلال الحربين تبنت قطر مواقف لافتة بالمقارنة مع بعض الدول العربية الأخرى، إذ استضافت قمة عربية طارئة في الدوحة في يناير/كانون الثاني 2009 لمناقشة العدوان على غزة، وأعلنت دعمها السياسي والمادي للفلسطينيين.

كما اتخذت مواقف علنية داعمة للمقاومة اللبنانية في 2006، حيث زار أمير قطر الضاحية الجنوبية لبيروت بعد انتهاء الحرب للمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار، في خطوة أثارت اهتماما واسعا في العالم العربي.

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير أكد لمتكي ضرورة تكثيف مشاورات البلدين على مختلف المستويات

لقاء متكي

خلال زيارته إلى طهران، استقبل أمير قطر كذلك وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، حيث استعرض الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون، إضافة إلى التطورات والتعاون الإقليمي.

وشدّد الأمير على ضرورة استمرار وتكثيف الحوارات والمشاورات بين البلدين على مختلف المستويات، بما يهيئ أرضية أوسع لتطوير التعاون المشترك.

فيما أشار متكي إلى المشاورات والاتصالات الجيدة بين البلدين في المجال السياسي، مضيفًا أن آفاق التعاون المشترك واسعة جدا، وأن لدى الشركات والقطاع الخاص في البلدين فرصا كبيرة في مجالات التجارة والصناعة والإعمار والبناء.

وتطرق متكي إلى التطورات الأخيرة في المنطقة ومحاولات القوى الكبرى لإثارة الخلافات والانقسامات، مؤكدًا أن الحوار والتفاهم الإقليمي يمكن أن يكون مصدر خير وأقصر السبل لتحقيق التنمية والرفاه والأمن.

كما وصف فكرة الهوية والوحدة الآسيوية ضمن كيان آسيوي كبير بأنها فكرة قيمة، مشددا على أن تحقيقها سيمهّد لمزيد من التقارب بين الدول الآسيوية.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد متكي أنه في حال لم يُتخذ تدبير سياسي مناسب يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإن الأوضاع ستزداد سوءا وتعقيدا.

وعقب اللقاء، قال حمد بن جاسم في تصريحات لقناة “الجزيرة” القطرية: “نحن حريصون على التواصل مع إيران للتشاور في شتى المجالات، ومحاولة تقريب وجهات النظر، خاصة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران”.

وأعرب عن أمل قطر في وجود تفاهم بين إيران والسعودية، واصفا إياهما بأنهما “دولتان كبيرتان في المنطقة”، ومشددا على أن “هذا التفاهم سينعكس على استقرار المنطقة”.

وأكد بن جاسم أن “قطر تساند وحدة اليمن وتأمل أن يتم حل الصراع الدائر حاليًا بين الحكومة والحوثيين (المدعومين من إيران) عن طريق الحوار”.

وشهد عام 2009 توترا متصاعدا في العلاقات بين السعودية وإيران.

ففي يوليو/تموز 2009، استدعت الخارجية الإيرانية السفير السعودي لديها احتجاجا على قيام رجال الأمن السعوديين بأخذ بصمات النساء الإيرانيات القادمات لأداء العمرة، وما اعتبرته تعرض مواطنيها لـ”سوء معاملة” من قبل رجال “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في المملكة.

وتصاعدت حدة الخطاب في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2009، عندما هدد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال اجتماع لمجلس الحج الإيراني بأنه إذا لم يتلقّ حجاج بلاده “المعاملة المناسبة”، فإن طهران ستتخذ “قرارات مناسبة”.

وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، اشتعل القتال الحدودي بين السعودية والحوثيين في اليمن، ووجه وزير الخارجية الإيراني حينها تحذيرا للسعودية مفاده أن “من يصبّ الزيت على النار لن يفلت من دخانها”.

كما عاد الملف النووي الإيراني إلى طاولة العقوبات الأممية بعد اكتشاف منشأة نووية سرية في طهران، ما زاد من قلق دول الخليج عامةً من طموحات إيران النووية.

مصادر الخبر:

رییس جمهور و امیر قطر تاکید کردند:

رهبر معظم انقلاب در دیدار امیرقطر:

-أرشيف القدس العربي

الأمير يبحث مع نجاد العلاقات الثنائية وقضايا الاهتمام المشترك

محادثات إيرانية قطرية بطهران

-أمير قطر يختتم زيارة لإيران

-الرئيس الإيراني وأمير دولة قطر يشددان على ضرورة وحدة العالم الإسلامي

-أمير قطر يزور طهران: علاقتنا استراتيجية ولن تتغير مطلقاً المعلم يجري محادثات مع المسؤولين الإيرانيين إسلام آباد تعتقل إيرانيين متورطين في هجوم بلوشستان

نجاد وأمير قطر يشدّدان على ضرورة وحدة العالم الإسلامي

-أمير قطر والرئيس الايراني يشددان على ضرورة وحدة وتضامن الامة الاسلامية