خلال مؤتمر صحفي مع نجاد بالدوحة.. أمير قطر: العرب والمسلمون أمام مسؤولية تاريخية لفك حصار غزة

أمير قطر يؤكد أنه على الدول العربية والإسلامية تحمل “مسؤولية تاريخية” لفك حصار غزة .
أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأحد 5 سبتمبر/أيلول 2010، أن على الدول العربية والإسلامية تحمل “مسؤولية تاريخية” لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ نحو خمسة أعوام.
جاءت تصريحات الأمير خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة على هامش زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبلاد، حيث أشاد الشيخ حمد أيضا بالموقفين الإيراني والتركي الداعمين للقضية الفلسطينية، معبرا عن اعتقاده أن غياب هذين الدورين كان سيضاعف من معاناة الفلسطينيين.
وعصر الأحد، وصل الرئيس نجاد إلى مطار الدوحة الدولي في زيارة عمل للبلاد تستغرق يوماً واحدا، حيث كان في استقباله ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
جلسة مباحثات
عقب ذلك، انعقدت جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري برئاسة الأمير والرئيس الإيراني، حضرها من الجانب القطري ولي العهد ووزير إلى جانب عدد من الوزراء.
بينما حضر المباحثات من الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متكي، ووزيرة الصحة والتعليم الطبي مرضية وحيد دستجردي، والمستشار الأعلى للرئيس مجتبى هاشمي ثمره، ومستشار ومدير مكتب الرئيس رحيم مشائي، ومساعدة الرئيس ورئيسة مكتب التعاون الفني والعلمي فاطمة سلطاني خواه.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما استعرضت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

مؤتمر صحفي
وفي مؤتمر صحفي مشترك بختام المباحثات، رحب الأمير بزيارة الرئيس نجاد إلى قطر، لافتا إلى متانة العلاقات القطرية الإيرانية وضرورة تعميقها وتفعيلها بما يخدم مصالح البلدين ويحقق مزيدا من الأمن والاستقرار والرخاء لشعوب المنطقة.
وأوضح أن محادثاته مع الرئيس الإيراني شملت قضايا عديدة ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمتها أوضاع منطقة الخليج، وما يعتريها من حالة مد وجذر في ضوء ما تشهده من تجاذبات سياسية.
وأضاف الأمير أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف القضايا الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها قضية عربية إسلامية تقع مسؤوليتها على عاتق العرب والمسلمين جميعا.
وأشار إلى أن الرئيس نجاد أبدى حرصا كاملا على أمن المنطقة واستقرارها، داعيا إلى إبعادها عن الصراعات الدولية وتجنيبها مسار الشد والجذب السياسي، بما يضمن رخاء شعوبها واستقرارها.
وأكد الأمير تأييده لما أشار إليه الرئيس الإيراني خلال المباحثات بشأن ضرورة العمل لتحقيق الأمن والسلام للشعوب الإسلامية وتخليصها من المؤثرات السلبية.
حصار غزة
وتطرق الأمير إلى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، قائلا: “نحن كدول عربية وإسلامية نتحمل مسؤولية تاريخية لإنهاء هذا الحصار“.
وأضاف: “نشكر إيران وتركيا على الموقف الداعم لنا في هذا الإطار”، معتبرا أنه “لولا الدورَيْن الإيراني والتركي لكان وضع الفلسطينيين في بؤس أكبر”.
وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ فوز حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، قبل أن تشدده منتصف عام 2007.
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت قطر تلعب دورا في التقريب بين السعودية وإيران، قال الأمير: “في زياراتنا للمملكة أو لأي دولة عربية نبحث دائما القضايا السياسية والخلافات القائمة إذا أمكن حلها، حتى عندما نكون طرفا فيها، ونقبل بآراء الأشقاء بحثا عن مخرج لجميع خلافاتنا”.
الملف اليمني
أما بخصوص الملف اليمني، فأوضح الأمير أن المحادثات انتهت إلى الالتزام بالنقاط الخمس المتفق عليها مع الحكومة اليمنية والحوثيين، معربا عن أمله في سرعة تنفيذها تمهيدا لإعادة إعمار المناطق المتضررة، مؤكدا أن بلاده تتمنى لليمن الاستقرار والازدهار.
والـ “النقاط الخمس” وردت في اتفاق جرى التوصل إليه برعاية قطرية في الدوحة عام 2007، ثم أُعيد تأكيده في مراحل لاحقة، ونص على وقف الأعمال العسكرية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، وانسحاب مقاتلي الجماعة من المواقع الجبلية، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين، وبدء إعادة إعمار المناطق المتضررة في محافظة صعدة شمالي اليمن.
وقد سعت قطر من خلال هذا الاتفاق إلى تثبيت هدنة طويلة الأمد وتهيئة الأجواء لسلام شامل يعيد الاستقرار إلى اليمن.
فيضانات باكستان
أمير قطر أشار كذلك إلى استمرار الجسر الإغاثي القطري نحو باكستان لمواجهة آثار الكارثة الطبيعية، قائلا: “إمداداتنا لباكستان متواصلة وننتظر انتهاء السيول للبدء في إعادة إعمار المدن والقرى المدمرة”.
وتعرضت باكستان في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2010 لفيضانات مدمرة تُعد من الأسوأ في تاريخها الحديث، إذ اجتاحت مياه الأمطار الموسمية ثلث مساحة البلاد تقريبا، وأدت إلى مقتل نحو ألفي شخص وتشريد أكثر من 20 مليونا، فضلا عن تدمير مئات آلاف المنازل والقرى والبنى التحتية.
وبمواجهة ذلك، دشنت قطر جسرا جويا وبحريا إلى باكستان لتقديم مساعدات عاجلة من مواد غذائية وطبية وخيام، إضافة إلى تعهدات بدعم جهود إعادة الإعمار.
تعميق التعاون
من جانبه، أعرب الرئيس نجاد عن سعادته بوجوده في قطر، معتبرا أن هذه الزيارة تمثل فرصة كبيرة لتعميق آفاق التعاون والعلاقات المتميزة بين البلدين.
وقال إن لقائه مع الأمير أتاح المجال لمزيد من ترسيخ هذه العلاقات وتجذيرها بما يخدم مصالح الشعبين، واصفاً إياها بأنها “علاقات قوية ومتينة تسير في اتجاه تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي”.
وأضاف نجاد أن المباحثات تطرقت إلى توسيع قاعدة التعاون الثنائي بين قطر وإيران، وإلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة والدول الإسلامية عموما، فضلاً عن تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل العراق وأفغانستان وفلسطين، وما وصفه بـ”المخططات التي يحيكها الأعداء ضد مقدرات الأمة الإسلامية”.
وأوضح أن الجانبين ناقشا كذلك سبل توسيع التعاون الإقليمي، بما في ذلك مع العراق، وطرح برامج جديدة تصب في مصلحة البلدين وشعبيهما، إلى جانب بحث مسألة المساعدات المقدمة إلى باكستان لمواجهة كارثة الفيضانات المدمرة.
تهديدات إسرائيلية
وفي رده على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بتوجيه ضربة إلى إيران، قلل نجاد من أهمية هذه التهديدات، معتبراً أنها “أطروحات فارغة المحتوى والمضمون”.
وقال: “الصهاينة (الإسرائيليون) في وضع ضعيف، وإذا استطاعوا تنفيذ تهديداتهم فليفعلوا، لكنهم عاجزون عن ضرب إيران وشعبها. فأي عمل عسكري ضد إيران يعني محو الكيان الصهيوني من الخريطة”.
أما بشأن الولايات المتحدة، فرأى نجاد أن “أمريكا لا تملك أي مبرر للاصطدام بإيران، ولم تدخل تاريخيا في حرب مباشرة مع قوة نظامية، بل اكتفت بمواجهة مجموعات غير نظامية كما في العراق وأفغانستان”.
وأكد أن إيران “مستعدة دوما وتمتلك قدرات ردع دفاعية وهجومية صارمة، قادرة على إيقاع الندم بأي طرف يهددها”.
وتعتبر إسرائيل، التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تمتلك سلاحا نوويا، البرنامج النووي الإيراني تهديدا لوجودها، ولم تستبعد اللجوء بالتعاون مع الولايات المتحدة لإجراء عسكري لمنع طهران من صنع قنبلة نووية.
وفرضت الامم المتحدة عقوبات على إيران لإجبارها على وقف هذا النشاط المثير للجدل بيد أن الأخيرة تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب.
إبادة وتشريد
وأشار نجاد إلى أن ما يقلق إيران حقا هو ما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان حيث “شعوب تتعرض للإبادة والتشريد والقتل والتجويع والحصار والترويع من قبل قوات الاحتلال”.
وقال: “محاصرة غزة أمر حقيقة يبعث على القلق للجميع (…) فهناك شعب محاصر ومجوع يعيش ظروفا صعبة من كافة النواحي الصحية والاجتماعية لذا يتوجب علينا كمسلمين أن نتحرك بشكل فاعل ومؤثر لإزالة هذا الوضع المأساوي”.
وأضاف: “كما أن ما يجري في العراق وأفغانستان من اعتداءات على يد جيش الاحتلال الأمريكي يشكل قلقا لنا”.
وتابع: “كما أن من الأمور المقلقة بالنسبة لنا في إيران ما نشهده من كوارث طبيعية في باكستان تتطلب منا جميعا تقديم المساعدات العاجلة والكافية لأشقائنا المسلمين هناك”.
وأعرب نجاد هنا عن قناعته بأن مثل هذه المعطيات تتطلب من الأمة الإسلامية سرعة التحرك الفاعل للتخلص منها من أجل تحقيق الأمن والسلام لشعوبنا الإسلامية بالمنطقة.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، توجّه الرئيس الإيراني بالشكر إلى أمير قطر على مبادرته بشأن اليمن، قائلا إن “تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن من شأنه أن يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي”، مؤكدا أن الموقف الإيراني “مماثل للموقف القطري”، ومتمنيا “لليمن التوحّد والازدهار والتقدم”.
مصادر الخبر:
–الأمير : حصار غزة مسؤولية عربية إسلامية
– الأمير ونجاد يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة
-نجاد : الأمير اتخذ قرارات حكيمة حيال القضايا العربية والإسلامية
-نجاد: مهاجمة إيران ستدمر إسرائيل
-الشيخ حمد: حصار غزة مسؤولية عربية أولاً نجـاد: أي حـرب سـتمحو إسرائيـل