خلال زيارته إلى قطر.. صالحي يلتقي أمير البلاد ويعبّر عن أمله في نجاح وساطة الدوحة بشأن البحرين

الدوحة
2 مايو 2001
حمد بن خليفة و علي أكبر صالحي

علي أكبر صالحي يلتقي أمير البلاد بالتزامن مع تصاعد الأزمة بين طهران من جهة، وكل من الرياض والمنامة وأبو ظبي من جهة أخرى

عقد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال زيارته الدوحة الإثنين 2 مايو/أيار 2011 والتي أعرب خلالها عن تفاؤله بالدور القطري في الوساطة الجارية بشأن أحداث البحرين.

تزامنت زيارة صالحي مع تصاعد الأزمة بين طهران من جهة، وكل من الرياض والمنامة وأبو ظبي من جهة أخرى، على خلفية دخول قوات “درع الجزيرة” التابعة لمجلس التعاون الخليجي ـ بقيادة السعودية والإمارات ـ إلى البحرين في مارس/آذار 2011 لدعم السلطات في فرض الأمن، عقب احتجاجات واسعة نظمها مواطنون شيعة طالبوا بإصلاحات سياسية ودستورية وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

وقد أدانت طهران دخول القوات الخليجية واعتبرته “احتلالا” و”قمعا للمتظاهرين” الذين اندلعت احتجاجاتهم في فبراير/شباط 2011، بينما رأت السعودية والبحرين والإمارات أن الموقف الإيراني يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومحاولة لإثارة الفتنة الطائفية.

ومنذ ذلك الحين تحوّلت البحرين إلى أحد أبرز ملفات الخلاف الإيراني–الخليجي، إلى جانب الملف النووي الإيراني، وقضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات.

وعقب وصول صالحي إلى الدوحة، استقبله أمير قطر في الدیوان الأميري بحضور ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث جرى بحث “علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها”، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا” التي لم تورد تفاصيل إضافية.

وقبل لقائه الأمير وولي العهد، اجتمع صالحي مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في البحرين.

تفاؤل بوساطة قطر

وفي ختام مباحثاته، قال صالحي في مؤتمر صحفي بالدوحة، إن “أحداث البحرين حظيت باهتمامنا الكبير، ونحن متفائلون بدور قطر في الوساطة، في ضوء تجربتها في لبنان والسودان”.

وأشاد بدور الدوحة في حلحلة الأزمات بالمنطقة وعلاقاتها مع طهران، مضيفا: “نأمل بأن يتم إيجاد حل مناسب لما يجري في البحرين”.

وأوضح أن “قطر أدت دورا فاعلا ونشطا في أحداث المنطقة، ولن ننسى دورها في جمع الفرقاء اللبنانيين وإعادة إعمار لبنان، فضلا عن دورها في حل أزمة دارفور بالسودان”.

وفي السنوات الأخيرة، برز دور قطر، بقيادة الأمير حمد، كوسيط إقليمي فاعل، إذ رعت اتفاق الدوحة في مايو/أيار 2008 الذي أنهى أزمة سياسية حادة في لبنان وأفضى إلى انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إضافة إلى جهودها في إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت بعد حرب 2006.

كما تستضيف الدوحة منذ 2008 مفاوضات متواصلة بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور، لتعزيز فرص التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.

لكن صالحي حذر قائلا: “نحن واثقون أنه إذا استمر الوضع الحالي في البحرين ستكون هناك تداعيات سيئة على مجمل الوضع في المنطقة، ولا أحد يرغب في ذلك”.

وأضاف أنه اتفق مع المسؤولين القطريين على “ضرورة استمرار المشاورات وإيجاد حل للأزمة”، مشددا على أن “القضية في البحرين لا تخص شيعة أو سنة، أو عربا أو عجما، بل هي مطالب مشروعة لأبناء الشعب البحريني، ومن غير المقبول المس بحقوق الإنسان”، في إشارة إلى محاكمة بعض البحرينيين المتهمين في الأحداث الأخيرة.

وأكد صالحي أن “ما جرى في مملكة البحرين هو شأن داخلي يخص أبناء البحرين أنفسهم”.

وخلال الاحتجاجات الأخيرة، طالب غالبية الشيعة بملكية دستورية، فيما ذهب متشددون إلى الدعوة لإسقاط النظام الملكي، وهو ما أثار قلق شريحة واسعة من المواطنين السنة الذين خشوا من أن تصب هذه التحركات في مصلحة إيران ذات الأغلبية الشيعية.

التدخل بشؤون الخليج

وعن الاتهامات الموجهة لبلاده بالتدخل في شؤون دول الخليج، قال صالحي: “مواقفنا الرسمية تعلنها وزارة الخارجية. وقد أكدنا مرارا احترام وحدة وسيادة الدول في هذه المنطقة، وسياستنا ثابتة، وأي تصريحات أخرى لا تعكس الموقف الرسمي لإيران”. وأضاف: “لدينا علاقات جيدة مع جيراننا، ولدينا سفراء وسفارات وتعاون اقتصادي واسع معهم”.

وفي جانب آخر، أعلن صالحي دعم بلاده للمصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، مؤكدا أن “وحدة الفصائل الفلسطينية عنصر مهم لتقوية المقاومة ضد جرائم العدو الصهيوني”، مثمنا “جهود مصر في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة”.

ومنذ عام 2007، يتواصل انقسام فلسطيني جغرافي وسياسي بين فتح وحماس، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية واتفاقيات عديدة في إنهائه.

واعتبر صالحي أنه “لا تعارض بين علاقات إيران ومصر وبين علاقات طهران ودول مجلس التعاون الخليجي”، لافتا إلى أن “علاقاتنا مع مصر خلال الثلاثين سنة الماضية لم تكن على مستوى سفير، ونأمل بأن تستأنف وترتقي إلى هذا المستوى، لما لمصر وإيران من مكانة خاصة ودور مهم في العالم الإسلامي”.

يشار إلى أن العلاقات المصرية الإيرانية ظلت متوترة منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حين قطعت القاهرة علاقاتها مع طهران بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، واستضافتها لاحقا شاه إيران المخلوع. ومنذ ذلك الحين اقتصرت العلاقات على مستوى مكاتب رعاية المصالح، دون تبادل سفراء.

وبشأن الأوضاع في سوريا، لم يستبعد صالحي “وجود أصابع خفية تحرك الأحداث”، واصفا سوريا بأنها “الخندق المتقدم المقاوم للمشروع الصهيوني”.

ومنذ مارس/آذار 2011 يواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه، قابلها باستخدام القوة العسكرية. وبينما تدعم إيران نظام الأسد، ترى دول أخرى أن تنحيه ضروري لوقف إراقة الدماء والحفاظ على وحدة البلاد.

مصادر الخبر:

إیران وقطر بامکانهما المساهمه فی تسویه مشاکل المنطقه

صالحی یجری محادثات مع رئیس الوزراء القطری

مقتل بن لادن سحب البساط من تحت اقدام واشنطن لبقاء قواتها فی المنطقه

التعاون بین إیران ومصر سیستمر حتی فتح سفارتی البلدین

یشدد علی ضروره انسحاب القوات العسکریه الأجنبیه من البحرین

إيران وقطر بامكانهما المساهمه في تسويه مشاكل المنطقة

-Tehran-Doha strong ties contribute to regional security: Qatar PM

صالحي.. تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين لا تعكس الموقف الرسمي للدولة

-صالحي: تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين لا تعكس الموقف الرسمي للدولة

-أمير قطر يجري مباحثات مع صالحي

-أكد دعم بلاده للمصالحة الوطنية الفلسطينية . صالحي في الدوحة متفائل بدور قطري “في حل مناسب لما يجرى في البحرين”