خلال قمة قطرية إيرانية في طهران.. الأمير وخاتمي يبحثان تطورات فلسطين وأفغانستان وأوضاع أسواق النفط

طهران
23 أكتوبر 2001
حمد بن خليفة ومحمد خاتمي

الأمير وخاتمي يبحثان تطورات فلسطين وأفغانستان وأوضاع أسواق النفط خلال زيارة عمل إلى طهران استغرقت نحو خمس ساعات

بحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي، الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2001، تطورات الأوضاع في أفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أوضاع أسواق النفط.

جاء ذلك خلال زيارة عمل أجراها إلى طهران واستغرقت نحو خمس ساعات.

وتُعد هذه الزيارة الثنائية الثانية للشيخ حمد إلى إيران بعد زيارة أجراها في يوليو/تموز 2000، ووُصفت آنذاك بأنها تاريخية والأولى من نوعها لأمير قطري منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

كما تُعد الزيارة الثالثة له إلى إيران عامة، بعد مشاركته في نوفمبر/تشرين الثاني 1997 بالقمة الإسلامية الثامنة.

جلسة محادثات

وفور وصوله طهران، توجه الأمير إلى قصر سعد آباد الرئاسي، حيث عقد جلسة محادثات دام نحو ساعتين مع الرئيس خاتمي بحضور وفدين من البلدين، ضما خصوصا وزيري الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والإيراني كمال خرازي.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن المحادثات تركزت على التطورات في أفغانستان في ظل الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية، وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد الفلسطينيين.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، وبعد أقل من شهر على هجمات 11 سبتمبر، بدأت الولايات المتحدة بمشاركة بريطانيا حملة عسكرية واسعة ضد أفغانستان. وتقول واشنطن إن الهدف هو إسقاط نظام طالبان الذي يوفر ملاذا لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة المتهمين بالتخطيط للهجمات.

وفي منطقة الشرق الأوسط، استغلت إسرائيل اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي في القدس يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2001 على يد مجموعة فلسطينية، لشن اعتداءات عسكرية واسعة على مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية شملت اجتياحات وقصفا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

الأمير يحذر

ولفتت “إرنا” إلى أن أمير قطر أطلع الرئيس خاتمي على نتائج الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في الدوحة يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2001، لبحث تداعيات هجمات 11 سبتمبر، والموقف الإسلامي من الحملة العسكرية الأمريكية-البريطانية على أفغانستان، إضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب وتعريفه وفق رؤية إسلامية.

ونقلت عن الأمير تحذيره من استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون الظرف الراهن الناجم عن هجمات 11 سبتمبر لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام لمطالبه التوسعية.

ووصف الشيخ حمد موقفي إيران وقطر من الإرهاب بأنهما متقاربان، مؤكدا ضرورة تعاون بلدان المنطقة والعالم الإسلامي لبلورة حل عادل وشامل للأزمة الأفغانية.

وعقب هجمات 11 سبتمبر، أكد الأمير، خلال زيارة إلى واشنطن في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، أن قطر تتعاطف مع الولايات المتحدة، لكنه طالب في الوقت نفسه الجانب الأمريكي بتقديم دليل على تورط بن لادن في الهجمات.

إشادة بالعلاقات

من جانبه، أشاد الرئيس خاتمي، وفق “إرنا”، بالعلاقات الأخوية المتميزة بين إيران وقطر، معربا عن أمله في أن تفضي اللقاءات بين مسؤولي البلدين إلى نتائج طيبة للشعبين والمنطقة والعالم.

وأثنى على عقد منظمة المؤتمر الإسلامي مؤخرا اجتماعا طارئا في الدوحة لوزراء الخارجية لدراسة الأوضاع الراهنة، معتبرا أنه أسهم في مزيد من التقارب بين الدول الإسلامية، ولا سيما في إدانة الإرهاب ومكافحته، وتقديم تعريف دقيق له، والسعي إلى حلول عالمية شاملة وعادلة لمواجهته، والتضامن مع الشعب الأفغاني، ودعم الشعب الفلسطيني.

وأعرب خاتمي عن قلقه حيال ما يتعرض له الشعب الأفغاني من مجازر ونزوح، مؤكدا الدور الفاعل للمنظمة في مستقبل أفغانستان، وضرورة التعاون مع الأمم المتحدة وسائر الأطر الدولية لمكافحة شاملة للإرهاب.

ومتطرقا إلى القضية الفلسطينية، اعتبر الرئيس الإيراني أنها من أبرز مشكلات المنطقة، محذرا من استغلال إسرائيل للحظة الراهنة لممارسة مزيد من الضغوط وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

أوضاع النفط

“إرنا” ذكرت أن أمير قطر والرئيس الإيراني تطرقا كذلك خلال مباحثاتهما إلى أوضاع سوق النفط وسبل تحقيق الاستقرار فيها، خصوصا بعد انخفاض الأسعار بنحو 25 بالمئة نتيجة تراجع الطلب مع تباطؤ الاقتصاد العالمي عقب هجمات 11 سبتمبر.

وتُعد قطر وإيران عضوين رئيسيين في “منظمة الدول المصدرة للبترول” (أوبك)، التي تبحث حاليا إمكانية خفض إنتاج الخام لدعم الأسعار.

مؤتمر صحفي

وفي مؤتمر صحفي بطهران بختام المحادثات، قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الأمير وخاتمي ناقشا آخر المستجدات في أفغانستان وفلسطين.

وأوضح أن محادثات الزعيمين تناولت الشأن الأفغاني دون التطرق إلى مستقبل أفغانستان، لأن تقرير ذلك “يعود إلى الشعب الأفغاني نفسه”.

وأكد أن استمرار معاناة الشعب الأفغاني بسبب الهجمات الأمريكية-البريطانية “أمر غير مقبول، ونحن ندينه، وهذا موقفنا الواضح”.

وندد في الوقت ذاته بأي عمل إرهابي، ورأى أن كل من اضطلع بدور في هجمات 11 سبتمبر “ينبغي أن يُحاكم بعدالة”.

 لكنه شدد على أنه “من أجل مكافحة الإرهاب لا ينبغي الإضرار بالشعب الأفغاني المسلم”، داعيا إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي له في الظروف الراهنة.

وأسفرت غارات الولايات المتحدة وبريطانيا المكثفة على ما تقول الدولتان إنها مواقع لطالبان ومعسكرات للقاعدة، عن سقوط ضحايا مدنيين في عدة مناطق، ما أثار انتقادات دولية ودعوات لوقف استهداف المدنيين.

وترفض طالبان حتى الآن تسليم بن لادن، فيما تؤكد أنها ستواصل القتال ضد ما تعتبره “عدوانا أجنبيا”، بينما تشدد واشنطن ولندن على استمرار حملتهما حتى “القضاء على الإرهاب وتجفيف مصادر دعمه”.

واعتبر بن جاسم أن الدعوة إلى عقد قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الوقت الراهن حول الأوضاع بأفغانستان “ليست ضرورية”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت قطر قد تقدمت بخطة لحل الأزمة بأفغانستان، قال بن جاسم: “لا توجد لدينا خطة محددة في هذا الشأن، وإنما جئنا إلى طهران للتشاور مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

القضية الفلسطينية

وبسؤاله عن بحث إمكانية دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد لمناقشة القضية الفلسطينية، قال بن جاسم: “تم بحث هذا الأمر، ونعتقد أنه من المهم أن يجتمع مجلس الأمن قريبا”، مبررا ذلك بأن “الفلسطينيين استُبيحت دماؤهم ومساكنهم بشكل كبير، وقد استغلت إسرائيل انشغال العالم بأفغانستان وصعدت عدوانها عليهم”.

وأضاف: “أخطرنا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بضرورة إرسال مراقبين دوليين لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تنكيل على يد القوات الإسرائيلية”.

والأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول 2001، دعت قطر إلى مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع لوقف “الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة” ضد الشعب الفلسطيني.

ويأتي تصعيد تل أبيب عدوانها على الفلسطينيين في ظل استمرار انتفاضة الأقصى منذ سبتمبر/أيلول 2000، حيث أسفرت العمليات الإسرائيلية خلال عامها الأول عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، فيما تواصل حكومة أريئيل شارون سياسة القمع والتضييق تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”، ما أثار إدانات عربية ودولية واسعة.

لا نحمل رسالة أمريكية

في سياق آخر، نفى بن جاسم أن تكون زيارة الأمير إلى إيران لتوصيل رسالة من الولايات المتحدة، قائلا: “لا نحمل رسالة من أمريكا لإيران”.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، لا يوجد أي تواصل رسمي مباشر بين الولايات المتحدة وإيران..

لكن مع بدء الحملة العسكرية في أفغانستان، ظهرت مؤشرات على أن واشنطن تحتاج إلى قنوات خلفية للتواصل مع طهران بخصوص الوضع هناك باعتبار إيران جارة لأفغانستان وذات نفوذ قوي داخلها.

ومن المقرر أن يقوم أمير قطر الأسبوع المقبل بزيارة إلى السعودية لبحث المسألتين الأفغانية والفلسطينية.

وتقررت الزيارة بعد اتصال هاتفي أجراه الأمير مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، في ظل تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية.

مصادر الخبر:

تشاور قطري إيراني بشأن الأزمة الأفغانية

أمیر قطر یغادر طهران

الرئیس خاتمی یستقبل أمیر قطر

أمیر قطر یغادر طهران

أمیر قطر یصل طهران

الرئیس خاتمی یستقبل رئیس دوله قطر فی مجمع سعد آباد

وكالة الأنباء الكويتية (بالإنجليزية)

أمير قطر يجري مباحثات مع لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أمير قطر والرئيس الايرانى / اجتماع

أمير قطر يلتقي اليوم الرئيس الإيراني في طهران

أرشيف القدس العربي

أمير قطر يغادر طهران ويزور السعودية الأحد

إيران تنفي مفاوضات سرية مع واشنطن وقطر لا ترى جدوى لقمة إسلامية