خلال زيارته لطهران.. أمير قطر يواصل مساعيه لتقارب خليجي إيراني ونجاد يقبل دعوته لاجتماع إقليمي

طهران
21 أغسطس 2008
حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد

أمير قطر يواصل مساعيه لتقارب خليجي إيراني والرئيس محمود أحمدي نجاد يرحب بمبادرة طرحها الأمير

واصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساعيه لتحقيق تقارب خليجي–إيراني، والتي أثمرت عن ترحيب الرئيس محمود أحمدي نجاد بمبادرة طرحها الأمير لعقد اجتماع مشترك مع دول الخليج لمناقشة القضايا الإقليمية، معربا عن أمله في أن تفضي هذه الاجتماعات إلى تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين هذه الدول.

جاء ذلك خلال زيارة عمل قصيرة أجراها الأمير إلى إيران، الخميس 21 أغسطس/آب 2008، وهي الزيارة الثنائية الرابعة منذ توليه الحكم، بعد 3 زيارات في أعوام 2000 و2001 و2006.

رافق الأمير في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى تقدمه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وعند وصوله إلى قصر أسعد آباد الرئاسي شمالي طهران، كان في استقباله الرئيس نجاد بمراسم رسمية حضرها من الجانب الإيراني النائب الأول للرئيس برويز داودي، ووزير الخارجية منوشهر متكي، والمستشار الأعلى للرئيس مجتبی ثمره هاشمي.

قبل أن تنطلق المحادثات بين الرئيس الإيراني وأمير قطر، حيث تناولت آخر المستجدات في المنطقة وسبل تطوير العلاقات بين البلدين.

حمد بن خليفة ومحمود أحمدي نجاد
الأمير وصف العلاقات بين الدوحة وطهران بأنها ودية ومتنامية وراسخة

مبادرة ودعوة للتعاون

وخلال المحادثات، وصف الأمير العلاقات بين الدوحة وطهران بأنها “ودية ومتنامية وراسخة”، مؤكدا أهمية التعاون بين دول المنطقة لتعزيز التقارب بين شعوبها، وإحباط كل مؤامرات الأعداء.

وتتّهم بعض دول مجلس التعاون الخليجي إيران بتنفيذ أجندة توسعية والتدخل في شؤونها الداخلية، بينما تؤكد طهران التزامها بمبدأ حسن الجوار ورغبتها في علاقات متوازنة مع جيرانها.

ومن أبرز القضايا الخلافية بين الجانبين النزاع على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج العربي، الذي يعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1971.

وفي المقابل، رحّب نجاد بمبادرة طرحها الأمير خلال المحادثات لعقد اجتماع خليجي–إيراني مشترك، معربا عن أمله في أن يسهم الاجتماع المقترح في تطوير التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين دول المنطقة.

وقال إن إيران تدعو إلى السلام والاستقرار والأمن لجميع دول المنطقة، وتحرص على أن تنعم شعوبها بالسلام والتعايش جنبًا إلى جنب.

كما أكد أهمية التعاون والحوار لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية، معتبرا أن الأعداء سيُصابون باليأس عندما تنخرط الدول المطلة على الخليج في حوار لتنمية التعاون وترسيخ القواسم المشتركة.

وعبّر الرئيس الإيراني عن ارتياحه لتعزيز العلاقات بين طهران والدوحة على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين يخدم مصلحة المنطقة والعالم الإسلامي.

وتنتهج قطر سياسة خارجية أكثر استقلالية تقوم على بناء علاقات ودية مع جميع جيرانها، وفي مقدمتهم إيران التي تتشارك معها أكبر حقل للغاز في العالم (حقل الشمال/بارس الجنوبي).

غير أن ذلك لم يمنعها من الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع خصوم إيران، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، التي ترتبط معها الدوحة بعلاقات عسكرية وثيقة.

وعقب المباحثات، أقام الرئيس نجاد مأدبة غداء تكريما لأمير قطر والوفد المرافق، قبل أن يغادر الشيخ حمد عائدا إلى الدوحة.

إشادة خليجية بالزيارة

من جانبه، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية بزيارة أمير قطر إلى طهران والمباحثات التي أجراها مع الرئيس نجاد.

وأكد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الزيارة تمثل خير دليل على حرص دول المجلس، ممثلة برئيسه الدوري أمير قطر، على الحوار البناء لتعزيز العلاقات مع جميع الأطراف، بما يسهم في دعم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف العطية أن التحرك القطري في هذا التوقيت يكتسب أهمية بالغة لما يوفره من فرص للتواصل وتبادل الرؤى بما يخدم مصالح دول وشعوب المنطقة، مشيدا بالدور القطري والرؤية الثاقبة لأمير قطر في مواجهة التحديات الراهنة والتعامل مع الملفات الخليجية والعربية والإسلامية.

وأكد أن هذا الدور يصب في صالح استقرار دول المنطقة ويجنبها المزيد من المخاطر، مشيرًا إلى أن المبادرات التي يرعاها الأمير أثبتت صواب نهجه وبُعد نظره، حيث باتت قطر دولة محورية بدورها الإيجابي في المنطقة، وهو ما أجمع على أهميته الأشقاء والأصدقاء.

ولفت إلى أن ذلك تجلى في نجاح قطر بقيادة أميرها في رعاية اتفاق الدوحة بلبنان في مايو/أيار 2008، الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرا وكادت أن تنزلق إلى حرب أهلية، مؤكدا أن هذا الاتفاق دليل عملي على فعالية دور مجلس التعاون في المساهمة بحل قضايا المنطقة عبر الحوار والتفاهم الإقليمي.

مصادر الخبر:

الأمير ونجاد يبحثان تعزيز العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية المشتركة

الأمير والرئيس الإيراني يستعرضان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية

العطية:زيارة الأمير لإيران هدفها تعزيز الاستقرار بالمنطقة

أمیر قطر یصل إلی طهران

الرئیس احمدی نجاد یستقبل أمیر قطر رسمیا

محادثات ثنائیه بین الرئیس الایرانی وأمیر دوله قطر فی طهران

أمير قطر يجري مباحثات مع الرئيس الإيراني بطهران

أمير قطر من طهران: التعاون المشترك بين دول المنطقة يحبط مؤامرات الأعداء

أمير قطر في إيران لتخفيف التوتر مع «الخليجي»

أمير قطر يزور إيران لبحث القضايا الإقليمية

-ايران ترحب بمبادرة قطرية لبحث القضايا الإقليمية

أمير قطر يتوجه إلى طهران

-أرشيف القدس العربي