خلال استقباله كمال خرازي بالدوحة.. أمير قطر يقبل دعوة خاتمي لحضور القمة الإسلامية ويعتبرها فرصة لحل المشكلات

أمير قطر يقبل دعوة خاتمي لحضور القمة الإسلامية الثامنة التي تستضيفها طهران
أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1997، قبوله دعوة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لحضور القمة الإسلامية الثامنة التي تستضيفها طهران الشهر المقبل، معربا عن أمله في أن تسهم في حل مشكلات العالم الإسلامي، ولا سيما في منطقة الخليج.
جاء ذلك خلال استقباله في العاصمة القطرية الدوحة وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي، الذي يزور المنطقة في جولة تهدف إلى حشد المشاركة في القمة، التي تستضيفها طهران للمرة الأولى في تاريخها، وتراها القيادة الإصلاحية هناك فرصة لتطبيع العلاقات مع الدول العربية.
وعقب وصول خرازي إلى الدوحة قادما من المنامة، استقبله الشيخ حمد بن خليفة وبحث معه “علاقات التعاون الثنائي وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”، التي لم تقدم تفاصيل إضافية.
رسالة من خاتمي
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن خرازي سلم أمير قطر رسالة من الرئيس خاتمي تتضمن الدعوة إلى حضور القمة الإسلامية المقررة بين يومي 9 و11 ديسمبر/كانون الأول.
وأضافت أن الأمير أعلن قبوله الدعوة والمشاركة شخصيًا في القمة التي وصفتها الوكالة بأنها “ذات أهمية قصوى”، وأعرب عن أمله في أن تسهم في حل قضايا العالم الإسلامي، وبخاصة في منطقة الخليج.
كما نوّه بالعلاقات “التاريخية والأخوية” بين قطر وإيران، داعيا إلى تطويرها وتعزيزها، ومؤكدا أهمية توثيق العلاقات بين دول المنطقة لإيجاد التضامن بين حكوماتها وشعوبها.
وتنتهج قطر سياسة خارجية أكثر استقلالية، تقوم على بناء علاقات ودية مع جميع جيرانها، وفي مقدمتهم إيران التي تتشارك معها أكبر حقل غاز في العالم “حقل الشمال/بارس الجنوبي”.
لكن هذا لم يمنعها من إقامة توازن دقيق في علاقاتها حتى مع خصوم إيران، ومنهم الولايات المتحدة، التي تنسج معها قطر علاقات عسكرية أوثق من جهة أخرى.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن خرازي سلم أمير قطر رسالة من الرئيس خاتمي تتضمن الدعوة إلى حضور القمة الإسلامية المقررة بين يومي 9 و11 ديسمبر/كانون الأول.
وأضافت أن الأمير أعلن قبوله الدعوة والمشاركة شخصيا في القمة التي وصفتها الوكالة بأنها “ذات أهمية قصوى”، وأعرب عن أمله في أن تسهم في حل قضايا العالم الإسلامي، وبخاصة في منطقة الخليج.
كما نوه بالعلاقات “التاريخية والأخوية” بين قطر وإيران، داعيا إلى تطويرها وتعزيزها، ومؤكدا أهمية توثيق العلاقات بين دول المنطقة لإيجاد التضامن بين حكوماتها وشعوبها.
في المقابل، نقلت “إرنا” عن خرازي تأكيده أن الإدارة الإيرانية الحالية تركز على تطوير العلاقات مع قطر ودول المنطقة الأخرى، معتبرا أن قمة طهران المقبلة تشكل أرضية مناسبة لتبادل الآراء وتنسيق المواقف بين الدول الإسلامية في مواجهة التحديات.
وتسعى إيران منذ تولي خاتمي الرئاسة في أغسطس/آب الماضي إلى مد جسور الثقة مع جيرانها العرب في الخليج.
وتُعد الدوحة المحطة الرابعة في جولة خرازي الخليجية، حيث زار قبلها السعودية والكويت والبحرين.
وتهدف الجولة إلى ضمان نجاح قمة منظمة المؤتمر الإسلامي عبر حشد أوسع مشاركة ممكنة على مستوى القادة، إذ وُجّهت الدعوات إلى نحو 50 من زعماء الدول الإسلامية، ويُنظر إلى مستوى تمثيلهم كأحد المؤشرات الرئيسية على نجاح جهود طهران في تطبيع علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي.
تعاون اقتصادي
وإضافة إلى لقائه بأمير قطر، أجرى وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مباحثات مع خرازي تناولت المستجدات في الساحة الخليجية والعلاقات الثنائية وسبل دعمها في مختلف المجالات، وفق “قنا”.
وعقب اللقاء، عقد الوزيران مؤتمرا صحفيا تطرقا فيه إلى ملفات عدة، بينها العلاقات مع إيران.
وخلال المؤتمر الصحفي، دعا بن جاسم إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين قطر وإيران، مؤكدا أن “الأنشطة الاقتصادية يمكن أن تتم في أطر أوسع، وقطر ترحب دوما بتوثيق التعاون مع إيران”.
كما اعتبر أن “إيران قادرة على إدارة اجتماع قمة منظمة المؤتمر الإسلامي ومتابعة قضايا العالم الإسلامي”.
من جانبه، أعرب خرازي عن ارتياحه لتبادل وجهات النظر، وقال إن التعاون الثنائي والإقليمي مع قطر يأتي في إطار سياسات إيران الرامية إلى إحلال الأمن والسلام في المنطقة.
المؤتمر الاقتصادي
تطرق بن جاسم أيضا إلى الانتقادات الموجهة لقطر بسبب استضافتها “المؤتمر الاقتصادي الرابع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” المزمع عقده في الدوحة بين 16 و18 نوفمبر/تشرين الثاني 1997.
فقد أعلنت دول عربية وإسلامية، بينها إيران، مقاطعتها للمؤتمر بسبب مشاركة إسرائيل فيه رغم مسؤوليتها عن تجميد عملية السلام.
وقال بن جاسم إن “الدول العربية والإسلامية تواجه مشكلات عديدة، وأغلبها لا علاقة له بمؤتمر الدوحة الاقتصادي”، مضيفا: “من الصحيح أننا نختلف في وجهات النظر مع بعض الدول الصديقة بشأن المؤتمر، لكننا نعتقد أن مثل هذه الخلافات أمر طبيعي بين الدول الصديقة”.
وينظم المؤتمر “منتدى دافوس الاقتصادي العالمي” بمشاركة مئات من الفاعلين الدوليين، ويُعقد تحت عنوان “إنشاء شراكة استراتيجية بين القطاعين الخاص والعام لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي بعد عام 2000”.
وفي تصريحات سابقة في يونيو/حزيران الماضي، أكد بن جاسم أن المؤتمر “اقتصادي بحت يدعم عملية السلام في الشرق الأوسط ولا يعرقلها”، موضحا أنه “يركز على القضايا الاقتصادية، لكنه قد يبعث برسالة إلى المتشددين في إسرائيل بأننا ملتزمون بالسلام، غير أن هذا الالتزام ليس بلا نهاية”.
وأضاف أن قطر تأمل من خلال إصرارها على عقد المؤتمر أن تدفع إسرائيل إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه عملية السلام بما قد يسهم في استئناف المفاوضات.
ومن أبرز ثوابت السياسة الخارجية القطرية دعم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967.
أما خرازي فقال: “نعتقد منذ البداية أن هذا المؤتمر لا يخدم مصالح العالم الإسلامي، وأعلنا ذلك في مباحثاتنا السابقة والحالية مع المسؤولين القطريين”.
وحول العراق، سُئل خرازي عن فرص التقارب مع بغداد في ظل الإجراءات العدائية التي تتخذها الولايات المتحدة ضد البلدين، فأجاب: “بذلنا جهودنا بعد سنوات الحرب مع العراق (1980-1988) لتحسين العلاقات، لكن ذلك لم يتحقق بعد”.
وأضاف: “إيران تتعاطف مع الشعب العراقي وسعينا لمساعدته خلال معاناته في السنوات العصيبة التي مرت عليه”.
ولا يزال العراق يعاني تداعيات غزوه الكويت عام 1990 وما أعقبه من حرب تحريرها بقيادة الولايات المتحدة، وما ترتب عليها من عقوبات أممية صارمة وضربات جوية متكررة بذريعة خرق مناطق الحظر الجوي شمالًا وجنوبا.
وبشأن احتمال شن الغرب هجوما جديدا على العراق، قال خرازي: “ليس في صالح المنطقة أن يصادق مجلس الأمن على عمليات عسكرية ضد العراق”، لكنه استدرك: “في الوقت نفسه يجب على العراق الرضوخ لقرارات مجلس الأمن”.
محطة خامسة
تشمل جولة خرازي الخليجية أيضا زيارة في وقت لاحق اليوم للإمارات، خامس محطة له بعد السعودية والكويت والبحرين وقطر.
وفي المنامة، استقبله أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وسلّمه رسالة من الرئيس خاتمي تتضمن دعوة لحضور القمة الإسلامية، واتفق الجانبان على تعزيز العلاقات وتعيين سفيرين جديدين.
وفي مقابلة مع التلفزيون البحريني، شدد خرازي على أهمية التعاون العميق بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي لإرساء الاستقرار في المنطقة.
ويندرج الجهد لتحسين العلاقات مع الجيران العرب في إطار نهج إيراني عام للانفتاح على الخارج.
وفي إطار سياسة الانفتاح تلك، أقر مجلس الشورى الإيراني، هذا الأسبوع، قانونا يسمح للمرة الأولى منذ 1979 للشركات الأجنبية بالتسجيل رسميا في إيران بشرط “المعاملة بالمثل”.
ويمهّد هذا القرار الطريق أمام مشاريع في قطاع الطاقة، بما في ذلك السماح للشركات الأجنبية بتطوير حقول النفط والغاز العملاقة.
وكان أحدثها اتفاق بقيمة ملياري دولار وقعته شركة “توتال” الفرنسية و”غازبروم” الروسية و”بتروناس” الماليزية لتطوير حقل “جنوب فارس” العملاق لإنتاج الغاز والمكثفات.
مصادر الخبر:
–وزیر الخارجیة یجتمع إلی أمیر دولة قطر
–وزیرا خارجیه ایران وقطر / مقابله صحفیه مشترکه /
–وزیر الخارجیه الإیرانی یجتمع إلی نظیره القطری
–وزیر الخارجیة ینهی زیارته لقطر
–أمير قطر يستقبل خرازي ويؤكد حضوره القمة الإسلامية قانون يجيز تسجيل الشركات الأجنبية في ايران(صورة)