بحضور أمير قطر والرئيس الفرنسي .. الخطوط القطرية توقع “أكبر صفقة” في تاريخ إيرباص

باريس
30 مايو 2007
حمد بن جاسم وساركوزي

بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، شهد قصر الإليزيه، الأربعاء 30 مايو/ أيار 2007، توقيع عقد ضخم بين الخطوط الجوية القطرية وشركة صناعة الطائرات الأوروبية “إيرباص” لشراء 80 طائرة من طراز “أي 350 إكس دبليو بي” بقيمة 16 مليار دولار.

وقع العقد الرئيس التنفيذي لـ”القطرية” أكبر الباكر، والمدير التنفيذي لشركة “إيرباص” لويس غالوا، الذي وصف الصفقة بأنها “الأكبر” في تاريخ الشركة.

وتشكل هذه الطلبية استبدالا لاتفاق سابق أُبرم بين الطرفين عام 2005، وتضمن شراء 60 طائرة.

تفاصيل الصفقة

وفي تصريحات صحفية، أوضح غالوا أن العقد يشمل شراء ثلاثة طرازات مختلفة من “أي 350 إكس دبليو بي” بسعة تتراوح بين 250 و380 راكبا، وهي: 20 طائرة من طراز “أي 350 إكس دبليو بي 800″، و40 طائرة من طراز “أي 350 إكس دبليو بي 900″، و20 طائرة من طراز “أي 350 إكس دبليو بي 1000”.

وأكد أن الطلبية لا علاقة لها بالمفاوضات الجارية بشأن شراء قطر حصة في “مجموعة الصناعات الجوية والدفاعية الأوروبية (إي إيه دي إس)، الشركة الأم لـ”إيرباص”.

وتُعد طائرة “أي 350 إكس دبليو بي” المنافس المباشر لطائرة “بوينغ 787 دريملاينر” الأمريكية، ذات المدى الطويل والحجم المتوسط.

وأعلنت “القطرية” في بيان أنها ستكون أول مشغل عالمي لهذا الطراز الجديد، على أن تبدأ باستلام الطائرات تباعا بين عامي 2013 و2020.

وتأسست الخطوط الجوية القطرية عام 1993 وبدأت عملياتها في 1994، لكنها شهدت انطلاقتها الحقيقية بعد إعادة هيكلتها عام 1997، حيث تبنت استراتيجية توسع طموحة جعلتها من أسرع شركات الطيران نموا في العالم.

بحلول عام 2007، بات أسطول “القطرية” يضم عشرات الطائرات الحديثة، وتخدم الشركة أكثر من 70 وجهة عالمية.

عقد غير مسبوق

الصحافة الفرنسية وصفت عقد “القطرية” مع إيرباص بأنه “غير مسبوق” في العلاقات التجارية بين البلدين، مؤكدة أنه يمثل دعما مهما لبرنامج تصنيع الطائرة “أي 350 إكس دبليو بي”.

كما اعتُبر على الصعيد السياسي تعزيزا لمتانة العلاقات الفرنسية–القطرية في مستهل ولاية الرئيس ساركوزي.

وتشهد العلاقات بين باريس والدوحة نموا متسارعا منذ مطلع الألفية الجديدة، وتنوعت من الاقتصاد والاستثمار إلى ملفات السياسة والدفاع والثقافة.

ويُعتبر عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك (1995–2007) محطة مهمة في تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين، سواء في القضايا العربية أو في مجالات التعاون الاقتصادي.

حمد بن جاسم وساركوزي
مباحثات الأمير وساركوزي تناولت سبل تطوير صداقة البلدين

أول زعيم عربي يلتقي ساركوزي

إلى جانب البعد التجاري، اكتسبت الزيارة بُعدا سياسيا بارزا، إذ اعتُبر أمير قطر أول زعيم عربي يلتقي الرئيس ساركوزي منذ توليه منصبه في 6 مايو/أيار 2007.

ويعكس ذلك المكانة الخاصة التي باتت تحتلها قطر في السياسة الفرنسية، إلى جانب اهتمام الدوحة بتوطيد شراكتها مع باريس على المستويين السياسي والاقتصادي.

فقبل توقيع صفقة الطائرات، عقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية في قصر الإليزيه شارك فيها من الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الديوان الأميري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني.

فيما شارك في المباحثات من الجانب الفرنسي المستشار السياسي للرئيس جون دافيد لافيت، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بوديس بوايون.

ووفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”، تناولت المباحثات “علاقات التعاون والصداقة بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث قضايا إقليمية ودولية”.

وأكد الإليزيه أن الزيارة تجسد حرص فرنسا على مواصلة سياستها الوثيقة تجاه الدول العربية، وفي مقدمتها قطر.

من جانبه، أوضح أمير قطر في تصريحات صحفية عقب المباحثات مع ساركوزي، أن “النقاشات تركزت على العلاقات الثنائية” بين البلدين، مشددا على الطابع “التاريخي” للعلاقات القطرية الفرنسية، وحرص بلاده على استمرارها وتطويرها.

وعن الوضع في لبنان، أكد الأمير أن بلاده حريصة على استقراره، موضحا أن امتناع الدوحة عن التصويت على قرار مجلس الأمن بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري جاء انطلاقا من هذه الرغبة.

وشدد على أن هذا الموقف لا يؤثر على الصداقة التي تربط قطر بفرنسا، التي دعمت منذ عهد الرئيس شيراك إنشاء المحكمة.

ويشهد لبنان منذ اغتيال الحريري في 14 فبراير/شباط 2005 أزمة سياسية حادة انعكست توترا متصاعدا في علاقاته مع سوريا، التي تتهمها قوى لبنانية بالضلوع في الجريمة.

وقد أدى ذلك إلى انسحاب القوات السورية من لبنان بعد وجود عسكري استمر نحو ثلاثة عقود، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1559.

ومع تواصل أعمال لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، صوّت مجلس الأمن في 30 مايو/أيار 2007 على إنشاء محكمة ذات طابع دولي، وسط انقسام داخلي لبناني بين مؤيد ومعارض.

وقد امتنعت قطر عن التصويت على القرار حرصا – كما أوضحت – على استقرار لبنان، وهو الموقف الذي أثار اهتمام المراقبين لكون الدوحة عضوا غير دائم في مجلس الأمن آنذاك.

مصادر الخبر:

أمير قطر يجري مباحثات مع ساركوزي

الأمير وساركوزي استعرضا علاقات التعاون والقضايا الإقليمية والدولية

مذكرة تفاهم قطرية فرنسية لشراء 80 طائرة من طراز إيرباص ب 16 مليار دولار

«إيرباص» تكتسب دفعة قوية بعد صفقة الخطوط القطرية

قطر تشتري 80 طائرة إيرباص بـ16 مليار دولار

أرشيف القدس العربي