بحضور الأمير حمد بن خليفة والرئيس جاك شيراك.. الخطوط القطرية توقع “صفقة تاريخية” مع إيرباص في قصر الإليزيه

باريس

19 يونيو 2003

الخطوط القطرية توقع “صفقة تاريخية مع شركة “إيرباص” في قصر الإليزيه لشراء 18 طائرة ركاب من طرازات مختلفة، مع خيار شراء 14 طائرة إضافية.“

شهد قصر الإليزيه في باريس، الخميس 19 يونيو/ حزيران 2003، توقيع عقد ضخم بين الخطوط الجوية القطرية وشركة “إيرباص” لشراء 18 طائرة ركاب من طرازات مختلفة، مع خيار شراء 14 طائرة إضافية.

الصفقة، التي شهد توقيعها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك، تبلغ قيمتها 5.13 مليارات دولار، ما يجعلها الأضخم في تاريخ “القطرية”، إذ سترفع أسطولها من 24 طائرة حاليا إلى 52 طائرة بنهاية عام 2008.

حضر مراسم التوقيع من الجانب القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير المالية يوسف كمال، وسفير قطر لدى فرنسا محمد الرميحي.

ومن الجانب الفرنسي شارك بالمراسم وزير النقل جيل دو روبيان، ومدير عام شركة “إيرباص” نويل فورجار، ورئيس الشركة الأوروبية للصناعات الفضائية أرنو لاغاردير التي تملك 80 بالمئة من أسهم “إيرباص”.

تفاصيل الصفقة

بحسب بيان “إيرباص”، تشمل الصفقة، التي تم التوصل إليها خلال معرض باريس الجوي، ثماني طائرات من طراز A330-200، وست طائرات من طراز A330-300، وطائرتين من طراز A321، وطائرتين من طراز A340-600، وهو الطراز الأضخم حجما في عائلة “إيرباص”.

كما تتضمن خيار شراء ست طائرات إضافية من طراز A330 وثماني طائرات من طراز A340-600.

من المقرر تسليم طائرات A330 بين عامي 2004 و2008، وطائرات A340-600 بين عامي 2006 و2010، فيما تستلم “القطرية” طائرتي A321 بعد ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.

وأوضح نائب رئيس التطوير التجاري في “إيرباص” إدوارد أولمو أن قيمة الصفقة تبلغ 5.13 مليارات دولار.

ووصفت “إيرباص” الصفقة بأنه “أكبر عقد في تاريخ الخطوط القطرية”، مشيرة إلى أن الطائرات الجديدة ستتيح للناقلة التوسع إلى أكثر من 50 وجهة حول العالم عوضا عن 41 وجهة حاليا.

بالتوازي، أعلنت “القطرية”، عبر بيان، أنها ستستأجر طائرتين من طرازA330-200 من شركة “جنرال إلكتريك كابيتال” لمدة خمس سنوات اعتبارا من يوليو/تموز 2004.

وبموجب هذا، سيرتفع عدد طائرات “القطرية” إلى 29 مع نهاية 2003، و32 بنهاية 2005، وصولا إلى 52 طائرة مع نهاية 2008، وهو ما اعتبرته الشركة “استثمارا للمستقبل”.

منافسة مع بوينغ

صفقة “القطرية” عُدت نجاحا جديدا لـ”إيرباص” في معرض باريس بعد أيام من حصولها على عقود بقيمة 12.5 مليار دولار من “طيران الإمارات”.

وفي هذا الصدد، وصفت الصحافة الفرنسية الصفقة بأنها ضربة موجعة من “إيرباص” لمنافستها الأمريكية “بوينغ”، التي كانت تأمل تزويد “القطرية” بطائراتها 777.

غير أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أكد عقب التوقيع أن “المنافسة ستظل مفتوحة”، مشيرا إلى أن الخطوط القطرية ستفتح مطلع العام المقبل مفاوضات مع “بوينغ” لشراء طائرات جديدة، رغم أن أسطولها الحالي يقتصر على طائرات “إيرباص”.

دلالات سياسية وتجارية

من جانبه، قال مدير عام “إيرباص” نويل فورجار، إن هذه “المرة الأولى التي يُوقع فيها عقد تجاري للشركة داخل قصر الإليزيه”، معتبرا أن خيار “القطرية” يستند إلى معايير فنية وتجارية، لكنه يعكس في الوقت ذاته دلالات سياسية إيجابية.

أما وزير النقل الفرنسي جيل دو روبيان فأعرب عن فخره بالصفقة واعتزازه بما تنتجه “إيرباص” من طائرات وصفها بأنها “الأفضل في العالم”.

والخطوط الجوية القطرية، التي تأسست عام 1993 وبدأت عملياتها في 1994، تعد واحدة من أسرع شركات الطيران نموًا في المنطقة.

ومنذ إعادة هيكلتها عام 1997، دخلت الشركة مرحلة توسع كبرى جعلتها من أبرز شركات الطيران الصاعدة في الشرق الأوسط.

شراكة طويلة الأمد

ومعلقا على الصفقة مع “إيرباص”، قال الرئيس التنفيذي لـ”القطرية” أكبر الباكر في تصريحات صحفية، إن شركته، باعتبارها “شركة طيران ناشئة وسريعة النمو في سوق تنافسية، تحتاج دائما إلى طائرات إضافية لزيادة عدد المسافرين وتوسيع وجهاتها”، لافتا إلى أن “القطرية” تهدف إلى “بناء شراكة طويلة الأمد مع إيرباص”.

وأكد الباكر أن الشركة بصدد تأكيد خياراتها لطائرة A380 العملاقة بنهاية الشهر الجاري، مع دراسة طلبات إضافية تشمل نسختي الركاب والشحن، متعهدا بأن تكون “طائراتنا من طراز A380 فائقة الفخامة”.

وأوضح أن تقييمات الشركة خلصت قبل أسبوع من التوقيع إلى أن “طائرة A340-600 حققت نجاحًا باهرا”، رغم دراسة عروض طائرة “بوينغ 777” المنافسة.

وأضاف: “نشغل اليوم أسطولا حصريا من طائرات إيرباص، وسيبقى الأمر كذلك. لكن في المستقبل ستبقى المنافسة قائمة، والمنافسة دائمًا صحية”.