خلال زيارته إلى فرنسا.. أمير قطر وشيراك يفتتحان معرض “من قرطبة إلى سمرقند” في متحف اللوفر

أمير قطر وشيراك يفتتحان معرض “من قرطبة إلى سمرقند” في متحف اللوفر والذي يضم مجموعة نادرة من روائع الفن الإسلامي
افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك، الاثنين 27 مارس/ آذار 2006، معرض “من قرطبة إلى سمرقند” الذي يضم مجموعة نادرة من روائع الفن الإسلامي، وأجريا محادثات حول القضايا الساخنة بالمنطقة.
ويأتي المعرض في سياق سعي البلدين لتعزيز التبادل الثقافي والفكري، بالتوازي مع تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدوحة وباريس.
شارك في حفل افتتاح المعرض، الذي يحتضنه متحف اللوفر في باريس، عقيلة أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وحرم الرئيس الفرنسي برناديت شيراك.
وعقب الافتتاح، تجول الأمير والرئيس الفرنسي برفقة حرميهما في أرجاء المعرض، واطلعوا على أبرز المقتنيات المعروضة.
روائع الفن الإسلامي
يضم المعرض نحو 50 قطعة فنية نادرة من روائع الفن الإسلامي، جرى اختيارها من بين آلاف القطع التي تحتفظ بها المجموعة الوطنية في قطر وأُعيرت لمتحف اللوفر.
وتُعرض هذه المقتنيات للمرة الأولى أمام الجمهور، وتشمل نماذج من الإبداع الإسلامي على مدى 13 قرنا تمتد من قرطبة إلى سمرقند، من بينها زخارف كتب، وتحف مصنوعة من السيراميك والمعادن والعاج والزجاج والأقمشة والأحجار الكريمة.
ومن المقرر أن يفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور في 30 مارس/آذار ليستمر ثلاثة أشهر، تعود بعدها القطع إلى الدوحة حيث ستعرض ضمن مقتنيات متحف الفن الإسلامي الذي يجري إنجازه هناك.
كما يتخلل المعرض فعاليات ثقافية مصاحبة تشمل ندوات فكرية وأمسيات موسيقية من إيران وتركيا.
سفير قطر لدى فرنسا محمد جهام الكواري أكد في تصريحات صحفية أن “هذه التظاهرة الفنية تمثل محطة أساسية لتعميق العلاقات الفكرية والثقافية بين الشعبين القطري والفرنسي، في توازٍ مع النمو المضطرد للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين”.
وأضاف أن “المعرض يجسد رؤية سمو الأمير القائمة على الانفتاح والحوار الحضاري مع مختلف الثقافات”.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي المعرض بأنه “حدث استثنائي وموعد ثقافي بارز”، لافتا إلى أنه “يقدم للجمهور الفرنسي كنوزا من روائع الفن الإسلامي”.
واعتبر أن “المعرض يندرج ضمن إطار حوار الحضارات الذي تسعى فرنسا وقطر لتعزيزه”.
محادثات سياسية
عقب افتتاح المعرض، عقد أمير قطر والرئيس الفرنسي جلسة مباحثات في قصر الإليزيه، استعرضا خلالها علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث قضايا إقليمية ودولية، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
ولم تورد الوكالة تفاصيل أخرى بشأن المباحثات، لكن الناطق باسم الإليزيه جيروم بونافون أوضح في وقت سابق أنها ستتناول الملف النووي الإيراني، والوضع في العراق، ونتائج الانتخابات الفلسطينية وانعكاساتها على عملية السلام في الشرق الأوسط.
وتشهد المنطقة في هذه الفترة سلسلة من الأزمات المتشابكة؛ إذ يتصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني بعد أن أحالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف طهران إلى مجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي، وسط تهديدات بعقوبات دولية متشددة، بينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
وفي العراق، ما تزال الأوضاع الأمنية والسياسية مضطربة بعد مرور ثلاث سنوات على الغزو الأمريكي، حيث تتواصل أعمال العنف وتتعمق الخلافات بين الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة عقب انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2005.
أما في الأراضي الفلسطينية، فقد أفرزت الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006 فوز حركة “حماس” بالأغلبية البرلمانية، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا لدى الأوساط الأوروبية والأمريكية، وفتح نقاشًا حول مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.
كما أضاف الناطق باسم الإليزيه أن الرئيس شيراك مهتم بمتابعة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ولا يزال الجدل مستمرا في لبنان منذ اغتياله في فبراير/شباط 2005، حيث تتابع اللجنة أعمالها وسط اتهامات لبنانية لسوريا بالضلوع في الجريمة، ما أدى إلى توتر شديد في العلاقات بين بيروت ودمشق، ودفع بباريس إلى لعب دور نشط في متابعة هذا الملف.
بالتوازي، أجرى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مباحثات مع نظيره الفرنسي، تناولت أيضا الخلافات بين سوريا ولبنان، إضافة إلى قضايا أخرى مثل العراق، إيران، والقضية الفلسطينية.
وأكد بن جاسم عقب اللقاء أن “الجانبين يشتركان في رؤية واحدة تدعو إلى إعادة الهدوء إلى العلاقات السورية اللبنانية”.
أما الوزير الفرنسي فأوضح أن “فرنسا والمجتمع الدولي يدعمان الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة”.
مصادر الخبر:
–الأمير وشيراك بحثا علاقات التعاون واستعرضا القضايا الإقليمية والدولية
–Louvre to display masterpieces from Doha museum
–محادثات قطرية فرنسية على هامش افتتاح المتحف الإسلامي
–السفير الكواري: تظاهرة ثقافية تعمق العلاقات بين الشعبين القطري والفرنسي
–هناك اتفاق نوعي في السياسة القطرية الفرنسية بشأن قضايا المنطقة
–قمة قطرية فرنسية تبحث التطورات الإقليمية
–النائب الأول اجتمع بوزير الخارجية الفرنسي
–روائع الفن الإسلامي من الدوحة إلى باريس
–قطع ثمينة من فنون العالم الإسلامي للمرة الأولى في اللوفر الفرنسي