خلال زيارته إلى فرنسا.. أمير قطر يبحث مع شيراك تفعيل الشراكة الثقافية وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين

أمير قطر يبحث مع شيراك في قصر الإليزيه سبل تفعيل الشراكة الثقافية بين قطر وفرنسا، باعتبارها جسرا لتعزيز التقارب بين شعبي البلدين
أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2006، مباحثات في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ركزت على سبل تفعيل الشراكة الثقافية بين قطر وفرنسا، باعتبارها جسرا لتعزيز التقارب بين شعبي البلدين.
جاءت المباحثات ضمن زيارة عمل قصيرة تعد الثامنة للأمير إلى العاصمة الفرنسية باريس، ورافقه خلالها وفد رسمي رفيع تقدمه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وقالت وكالة الأنباء القطرية “قنا” إن المباحثات بين الزعيمين، التي دامت لأكثر من ساعة، “تناولت علاقات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
علاقة صادقة ومثمرة
وفي تصريح صحفي، وصف المتحدث باسم قصر الإليزيه جيروم بونافون لقاء الأمير حمد بن خليفة والرئيس جاك شيراك بأنه “هام وودي”.
وأضاف أن شيراك أكد للأمير “عمق الارتباط الذي تكنّه فرنسا لقطر، وجدية الاهتمام الذي توليه لتطوير هذه العلاقة الصادقة والمثمرة”.
واعتبر أن عضوية قطر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي تشكل محورا إضافيا للتنسيق السياسي بين البلدين، إذ يرى الرئيس شيراك في هذه العضوية فرصة لتعزيز الحوار بين باريس والدوحة حول قضايا السلام والأمن الدولي.
وانتُخبت قطر في أكتوبر/تشرين الأول 2005 عضوا غير دائم في مجلس الأمن عن المجموعة الآسيوية للفترة 2006–2007، في أول تجربة لها بهذا الموقع الأممي، بعد فوزها بدعم إقليمي واسع.
فيما تتمتع فرنسا بعضوية دائمة في مجلس الأمن.

تطوير التعاون الثقافي
وأوضح متحدث الإليزيه أن أمير قطر والرئيس شيراك أوليا حيزا خاصا لمناقشة آفاق تطوير التعاون الثقافي بين البلدين، مؤكدَين “أهمية الثقافة كجسر للحوار والتقارب بين الشعوب”، وضرورة تفعيل آليات الشراكة في هذا المجال الحيوي.
وأشار بونافون إلى أن الجانبين بحثا السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمتاحف الوطنية في قطر وفرنسا، معبّرين عن رغبة مشتركة في أن تلعب الثقافة دورا مكملا لما تحقق من إنجازات في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع.
في هذا السياق، قال سفير باريس لدى الدوحة آلان أزوائو، إن لقاء الزعيمين شهد اهتماما خاصا بتوسيع التبادل العلمي والأكاديمي، إلى جانب التعاون في قطاع المتاحف، حيث ستلعب فرنسا دورا محوريا في تشغيل وتنظيم متحف قطر الوطني.
وأوضح أن هذا التعاون سيتجسد قريبا من خلال معرض ينظمه متحف اللوفر اعتبارا من 26 مارس/آذار المقبل بعنوان “الفن الإسلامي من سمرقند إلى قرطبة”، والذي سيضم مقتنيات من التراث العربي والإسلامي محفوظة في المتحف الوطني القطري، ما يوفر فرصة فريدة لتعريف الجمهور الفرنسي بالموروث الحضاري لدولة قطر والعالم الإسلامي.
وفي الجانب السياسي، أوضح السفير أن المباحثات تناولت بتفصيل القضية الفلسطينية وتداعيات الانتخابات الأخيرة، والملف النووي الإيراني، ومستقبل العلاقات السورية ـ اللبنانية، في ظل اهتمام مشترك بدعم الاستقرار في المنطقة.
من جانبه، وصف سفير الدوحة لدى باريس محمد جهام الكواري اللقاء بأنه “عكس بوضوح طبيعة العلاقة الخاصة والمميزة التي تجمع بين الأمير والرئيس شيراك”.
ولفت إلى أن الزعيمين عبرا عن حرصهما على المستوى الرفيع الذي بلغته آليات التعاون المشترك بين البلدين، ورضاهما عن مسار الطموحات الثنائية في إطار شراكة تاريخية راسخة.
وتأتي زيارة الشيخ حمد بن خليفة إلى باريس زيارة ضمن مسار متواصل من الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين. إذ استقبلت العاصمة القطرية في الأعوام السابقة عدة مسؤولين فرنسيين، بينهم وزيرة الدفاع ميشيل أليو-ماري في مارس/آذار 2003، ووزير الخارجية دومينيك دو فيلبان في يناير/كانون الثاني 2004.
فيما سبق أن أجرى الأمير 7 زيارات رسمية إلى فرنسا، وذلك في التواريخ التالية: ديسمبر/كانون الأول 1996، ويونيو/حزيران 1998، وأكتوبر/تشرين الأول 2000، وأبريل/نيسان 2001، وأكتوبر/تشرين الأول 2001، ويوليو/تموز 2002، ومايو/أيار 2003.
مصادر الخبر:
–الأمير وشيراك شددا علي ضرورة تفعيل آليات التعاون المشترك
–الأمير بحث مع شيراك علاقات التعاون والقضايا الإقليمية والدولية