خلال استقباله في الدوحة.. أمير قطر يبحث مع وزير الدفاع الأمريكي تطورات أزمة العراق

الدوحة
4 نوفمبر 1998
حمد بن خليفة ووليم كوهين

أمير قطر يبحث مع وزير الدفاع الأمريكي تطورات أزمة العراق في ظل استمرار تداعيات غزو الرئيس العراقي صدام حسين الكويت

أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مباحثات مع وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين تناولت الأزمة العراقية، وسط تزايد المخاوف من احتمال توجيه واشنطن ضربة عسكرية لبغداد.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن سمو الأمير استقبل كوهين في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998.

وأضافت أن مباحثاتهما تناولت العلاقات الثنائية وآخر التطورات المتعلقة بالأزمة الراهنة بين العراق والأمم المتحدة.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار تداعيات غزو الرئيس العراقي صدام حسين في 2 أغسطس/ آب 1990 لدولة الكويت، الغنية بالنفط.

وأعقب ذلك تدخل تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أدى إلى إخراج القوات العراقية من الكويت في 26 فبراير/ شباط 1991.

ومنذ 6 أغسطس/ آب 1990، يفرض مجلس الأمن الدولي بموجب القرار رقم 661 عقوبات اقتصادية وحظرا دوليا على العراق، مع اتهامات تنفيها بغداد بشأن امتلاكها أسلحة دمار شامل.

ويتمسك الشيخ حمد بموقف مبدئي يدين غزو العراق للكويت، ويدعو بغداد إلى الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن.

ويشدد على ضرورة تجنّيب العراق تصعيدًا عسكريًا جديدًا، والعمل على إنهاء معاناة الشعب العراقي المستمرة تحت وطأة الحصار الدولي.

حمد- بن- جاسم- وليام- كوهين
وزير الخارجية القطري خلال اجتماعه مع كوهين (وزارة الدفاع الأمريكية)

رسالة أمريكية

وبحث كوهين مع وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تطورات الأزمة العراقية والوضع في الخليج.

وتلقى بن جاسم، في وقت سابق، رسالة من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط مارتن إنديك.

وتمحورت الرسالة حول الأزمة بين العراق والأمم المتحدة، والمواقف المطروحة في هذا السياق.

وتشهد العلاقة بين العراق واللجنة الدولية الخاصة بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل (أونسكوم) توترًا متصاعدًا، بعد قرار بغداد وقف تعاونها مع اللجنة.

ويتهم العراق اللجنة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وتشويه الحقائق في تقاريرها إلى مجلس الأمن، وتطالب بإعادة هيكلتها بما يشمل تغيير رئيسها ريتشارد باتلر.

وبتوجيه من سمو الأمير أجرى بن جاسم، في فبراير/ شباط 1998، زيارة لبغداد استمرت يومين، وهي أول زيارة من نوعها لمسؤول خليجي بهذا المستوى منذ عام 1991.

وجاءت الزيارة في إطار جهود سمو الأمير لحل الأزمة المتعلقة بمنع بغداد المفتشين الدوليين من دخول مواقع عراقية.

 معارضة عربية

وزار كوهين قطر ضمن جولة خليجية شملت أيضا حتى الآن السعودية والكويت والبحرين.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، عبر موقعها الرسمي، إن كوهين ناقش خلال جولته احتمال شن ضربات جوية أمريكية وبريطانية ضد أهداف عراقية محددة، ردا عرقلة بغداد عمليات التفتيش.

ورغم ذلك، لم تُبدِ أي من الدول التي زارها كوهين استعدادًا لتقديم تسهيلات عسكرية مباشرة لأي عملية محتملة ضد العراق، بحسب المعطيات المتوفرة.

وتعززت مواقف الرفض العربي لأي تدخل عسكري بإعلان القاهرة، الأربعاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998، رفضها للجوء إلى الحل العسكري في التعامل مع بغداد.

وأكد مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية أسامة الباز ضرورة بذل جميع الجهود لتفادي توجيه ضربة عسكرية للعراق، لما سيترتب على ذلك من تعميق مأساة الشعب العراقي.

وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى إن القاهرة “معنية بالمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي منذ فرض العقوبات الدولية عام 1990، وتؤمن بضرورة إنهائها”.

والثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998 غادر كوهين السعودية، بعد زيارة لم تسفر عن دعم صريح.

وأكد مسؤول سعودي أن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يرفض السماح باستخدام الأراضي السعودية كنقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية ضد العراق.

تهديد أمريكي

وفي سياق تأكيده على الجاهزية العسكرية، تحدث كوهين أمام جنود أمريكيين متمركزين بصحراء الكويت قرب الحدود العراقية، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1998.

وقال كوهين إن لدى واشنطن إمكانات عسكرية كافية في المنطقة لتوجيه ضربة حاسمة، إذا تطلب الأمر.

وأوضح أن عدد القوات الأمريكية في منطقة الخليج يبلغ 20 ألف جندي، ويمكن زيادة العدد إلى ما يتراوح بين 37 ألفًا و40 ألفًا خلال 96 ساعة، إذا لزم الأمر.

مصادر الخبر:

وزير الدفاع يلتقي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالدوحة

واشنطن لا تحشد وأنقرة تجمع البرزاني والطالباني.. والقاهرة: العراقيون بحاجة لضوء في نهاية النفق

وزير الدفاع الأمريكى يصل إلى الدوحة

وزير الدفاع الأمريكي يغادر الدوحة

دول المنطقة تعارض الخيار العسكري ضد العراق