خلال لقاء في الدوحة.. أمير قطر يبحث مع ياسر عرفات تطورات عملية السلام

أمير قطر يبحث مع ياسر عرفات تطورات عملية السلام خلال لقائهما في الدوحة.. بعد زيارته التاريخية إلى غزة.. حيث كان أول زعيم خليجي يزور غزة منذ العام 1967
أجرى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، الثلاثاء 8 أغسطس/ آب 2000، مباحثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط.
وجرى خلال اللقاء، الذي عقد في الديوان الأميري، استعراض مجالات التعاون الثنائي وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
كما بحثا ما توصلت إليه عملية السلام على المسار الفلسطيني، والمباحثات المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد قمة كامب ديفيد في الولايات المتحدة، وفشلها في التوصل لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية.
وعُقدت هذه القمة بين 11 و25 يوليو/ تموز 2000، وشارك فيها الرئيس عرفات والرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنها انتهت بدون اتفاق.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية، وترفض الانسحاب منها، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس، على حدود ما قبل الحرب.
وشارك في اجتماع سمو الأمير مع الرئيس عرفات من الجانب القطري كل من ولي العهد جاسم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
ومن الجانب الفلسطيني، حضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس، ومسؤول الإعلام والثقافة في السلطة ياسر عبد ربه، ومستشار الرئيس نبيل أبو ردينة.
قمة عربية
وأكد سمو الأمير، في مؤتمر صحفي مع الرئيس عرفات، موقف بلاده المؤيد لعقد قمة عربية تناقش قضية القدس المحتلة.
وقال: “نحن طبعا باستمرار من المؤيدين لعقد أي قمة عربية الهدف منها بحث قضية تخص العرب، فما بالكم إذا كانت القضية هي القدس، التي تخص العرب والمسلمين”.
وأضاف: “نحن في قطر على أتم الاستعداد لحضور أي قمة عربية تخص القدس”.
ويحذر الفلسطينيون من أن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1980.
ورأى سمو الشيخ حمد أن مسار القضية الفلسطينية أصبح صعبا، مؤكدا أن الموقف القطري سيكون داعما للموقف الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس.
فيما قال الرئيس عرفات إن الفلسطينيين يواجهون تحديات علانية وبصورة خطيرة من المتطرفين الإسرائيليين.
وتابع: وكذلك ما واجههه الفلسطينيون في كامب ديفيد الأخيرة حول محاولات (فرض) السيادة (الإسرائيلية) على الحرم الشريف (المسجد الأقصى) والقدس.
وأكد أن قضية القدس هي قضية الأمة العربية والإسلامية والمسيحيين في العالم .
وأشاد الرئيس عرفات بالشعب الفلسطيني الذي قاد أعظم وأطول ثورة في العصر الحديث بمواجهة التجمعات الصهيونية منذ مؤتمر بازل قبل 103 سنة تقريبا التي أرادت أن تمحيه عن الوجود.
وقادما من الإمارات، وصل عرفات إلى الدوحة الاثنين 7 أغسطس/ آب 2000، ضمن جولة بدول عربية وأجنبية، بينها مصر، تهدف لكسب التأييد لإعلان الدولة الفلسطينية في 3 سبتمبر/ أيلول 2000.

زيارة تاريخية
وقبل عام، استقبل الرئيس عرفات سمو الشيخ حمد في قطاع غزة، يوم 8 أغسطس/ آب 1999، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى.
ويعد سمو الأمير أول زعيم خليجي يزور غزة منذ 1967، وثالث زعيم عربي يزور أراضي الحكم الذاتي بعد ملك الأردن عبد الله الثاني ووالده الملك الراحل حسين بن طلال.
وقال سمو الشيخ حمد الأمير آنذاك إن زيارته إلى قطاع غزة “تأتي تضامنا مع شعب فلسطين الصديق، وتأكيدا على مواصلة دعم قطر له في مسيرته النضالية السلمية”.
وتبذل قطر جهودا مكثفة لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وإنهاء معاناته الطويلة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
كما تقدم الدوحة مساعدات مالية وعينية متنوعة للشعب الفلسطيني، وتسعى إلى استثمار علاقاتها الإقليمية والدولية لدعمه.
وتسعى قطر إلى استثمار علاقاتها المحدودة مع تل أبيب في المساعدة في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، عبر إعادة الحقوق العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين قطر وإسرائيل، رغم فتح تل أبيب مكتب تجاري في الدوحة عام 1996، بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اتفاقيتي أوسلو في 1993 و1995.
ومن أصل 22 دولة عربية، ترتبط مصر والأردن فقط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إذ وقّعا معها اتفاقيتي سلام عامي 1979 و1994 على الترتيب.
مصادر الخبر: