الرئيس الألماني يوهانس راو في الدوحة.. مباحثات موسعة مع أمير قطر لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

الدوحة
23 فبراير 2001
أمير قطر والرئيس الألماني

الرئيس الألماني يوهانس راو في الدوحة في زيارة هي الأولى له إلى دولة خليجية منذ توليه منصبه

اختتم الرئيس الألماني يوهانس راو زيارة رسمية إلى قطر استمرت ثلاثة أيام بين 23 و25 فبراير/شباط 2001، هي الأولى له إلى دولة خليجية منذ توليه منصبه في يوليو/تموز 1999.

وشهدت الزيارة مباحثات موسعة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ركزت على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وفي تصريح لافت خلال وداع راو بمطار الدوحة الدولي، قال أمير قطر في حديث للإذاعة الألمانية إنه سيكون “سعيدا” عندما لا تبقى كل السلطات بيده، مشيرا إلى أن بلاده “تتجه نحو إنشاء برلمان كامل خلال سنة ونصف سنة”، في خطوة يراها مراقبون امتدادا لمسار الإصلاح السياسي الذي بدأت ملامحه مع تنظيم أول انتخابات بلدية عام 1999.

وأكد الأمير أن فصل السلطات “سيكون في مصلحة بلدنا ومصلحة الأجيال المقبلة”، داعيا إلى اتباع الممارسات الديموقراطية التي تنتهجها دول أخرى من أجل شعوبها.

وعن السياسة القطرية تجاه الجوار، قال الأمير: “أي دولة قد تواجه أحيانا بعض المشكلات البسيطة مع جيرانها، لكننا نحاول دائمًا تصحيح مسارنا إذا أخطأنا”.

ويأتي هذا التصريح في سياق إصلاحات متواصلة يقودها الأمير، حيث أصدر في وقت سابق قرارا بتشكيل لجنة من السياسيين والوزراء وممثلين عن المجتمع لإعداد أول دستور دائم، بديلا من النظام المؤقت المعمول به حاليا، بما يتيح مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية، كما شاركت سابقا في الانتخابات البلدية.

مباحثات ثنائية

أمير قطر والرئيس الألماني
أمير قطر استعرض مع راو عددا من القضايا الإقليمية والدولية

كان أمير قطر وولي العهد جاسم بن حمد آل ثاني وعدد من كبار المسؤولين في مقدمة مستقبلي الرئيس الألماني لدى وصوله مطار الدوحة الدولي يوم الجمعة 23 فبراير/شباط 2001.

وعقد الزعيمان في اليوم الأول من الزيارة جلسة مباحثات في الديوان الأميري بالدوحة تناولت “العلاقات بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بتعزيزها في مختلف المجالات”، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”.

وأشارت الوكالة إلى أن الجانبين “استعرضا كذلك عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.

لكن مصادر دبلوماسية أوضحت أن المباحثات تركزت على سبل تطوير التعاون الثنائي، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري، حيث ترتبط قطر بعلاقات وثيقة مع ألمانيا تشمل مشاريع استثمارية وصناعية، إضافة إلى التعاون في مجالات التعليم التقني والطاقة والنفط والغاز.

كما تناولت المحادثات تشجيع تبادل الزيارات بين رجال الأعمال القطريين والألمان من خلال تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، إلى جانب تسهيل إقامة المعارض والأسابيع التجارية في كلا البلدين.

إلى جانب القضايا الثنائية، ناقش الأمير حمد والرئيس راو تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في العراق، وقضايا الأمن الإقليمي.

وفي مؤتمر صحفي أعقب المباحثات، دعا الرئيس الألماني الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جورج دبليو بوش إلى مواصلة دعم عملية السلام، مشددا على أهمية “الاستماع إلى وجهتي النظر العربية والإسرائيلية قبل اتخاذ أي خطوات”.

وأشار إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية، التي تسلمت مهامها الشهر الماضي، “لا تزال في طور التشكل”.

وتأتي تصريحات الرئيس الألماني بعد أسابيع قليلة من تولي الرئيس بوش مهامه في 20 يناير/كانون الثاني 2001، وسط ترقب عربي ودولي لمعرفة ملامح سياسته تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

فقد أنهت إدارة بيل كلينتون ولايتها بإخفاق مفاوضات كامب ديفيد الثانية في يوليو/تموز 2000، ثم اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام نفسه، ما أدخل عملية السلام في حالة جمود.

جولة صناعية

وتخللت الزيارة جولة للرئيس الألماني في مدينة مسيعيد الصناعية، حيث اطّلع على عدد من المشاريع الصناعية المشتركة.

وتُعد مدينة مسيعيد، التي تأسست في أربعينيات القرن الماضي على بعد نحو 40 كيلومترًا جنوب الدوحة، المركز الصناعي الأول في قطر.

وتضم مجمعات نفطية وبتروكيماوية بارزة مثل “قطر ستيل” و”قابكو”، إلى جانب معامل تكرير وميناء صناعي، ما يجعلها ركيزة أساسية للاقتصاد القطري القائم على النفط والغاز.

وكان السفير الألماني في الدوحة رولف ماير أكد مطلع الشهر أن بلاده تسعى لتكون “شريكًا مثاليًا لقطر في المجالين الاقتصادي والاستثماري”، معربًا عن رغبة برلين في إطلاق مشاريع جديدة، بما يشمل تعزيز الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي.

وترتبط قطر وألمانيا بعلاقات دبلوماسية تعود إلى عام 1973، شهدت منذ ذلك الحين تطورًا متسارعًا شمل الاقتصاد والطاقة والتعليم والثقافة. وتُعد ألمانيا اليوم خامس أكبر شريك تجاري لقطر بعد بريطانيا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة.

وكان أمير قطر قد قام بزيارة رسمية إلى برلين في مايو/أيار 1999، فيما تشكل زيارة راو إلى الدوحة تتويجًا لمسار متنامٍ من التعاون بين البلدين.

وتأتي زيارة الرئيس الألماني يوهانس راو ضمن حراك دبلوماسي نشط شهدته الدوحة الأسبوع المنصرم، والذي شمل أيضا زيارتين لرئيس روسيا البيضاء، وفنزويلا.

مصادر الخبر:

Reise von Bundespräsident Rau und Frau Christina nach Katar

الرئيس الألماني يصل قطر في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام

الكلمات المفتاحية: