وسط مساعٍ قطرية لخفض التوتر الإيراني الإماراتي.. ولي العهد يبحث مع مساعد وزير خارجية إيران تعزيز علاقات البلدين وقضايا إقليمية

الدوحة
15 مارس 1995
حمد بن خليفة وحمد بن جاسم

مع تقارير صحفية عن مساعٍ قطرية لخفض التوتر الإيراني الإماراتي .. ولي العهد حمد بن خليفة يستقبل مساعد وزير خارجية إيران

عقد ولي العهد ووزير الدفاع القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأربعاء 15 مارس/آذار 1995، محادثات مع مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والإفريقية حسين شيخ الإسلام، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث قضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن الشيخ حمد بن خليفة استقبل شيخ الإسلام الذي يزور الدوحة، حيث جرى بحث تنمية التعاون والتنسيق والروابط الثنائية بين البلدين.

ولم تقدم الوكالة تفاصيل بشأن طبيعة القضايا الإقليمية المطروحة، غير أن الزيارة تتزامن مع تقارير صحفية تحدثت عن دور قطري محتمل للتخفيف من التوتر المتصاعد بين إيران والإمارات على خلفية النزاع حول جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.

ويعود أصل النزاع إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1971، حين سيطرت إيران على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى بالكامل، وأبرمت اتفاقا مع إمارة الشارقة لتقاسم إدارة جزيرة أبو موسى قبل أن تسيطر عليها بالكامل، وهو ما رفضته الإمارات بعد قيام دولتها لاحقا باعتباره مساسا بسيادتها الوطنية، مطالبة بتحكيم دولي لم تنخرط فيه طهران.

وجاءت زيارة شيخ الإسلام إلى الدوحة أيضا بعد أيام من انتقادات وجهتها إيران لقرار قطر السماح للولايات المتحدة بتخزين معدات عسكرية ثقيلة على أراضيها، إلا أن التقارير لم تُشر إلى ما إذا كان هذا الملف قد طُرح خلال المحادثات.

رسالة شفهية

وإلى جانب لقائه بولي العهد، اجتمع شيخ الإسلام في اليوم ذاته بوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، حيث ركز اللقاء على سبل ترسيخ وتعزيز العلاقات الثنائية، وفق ما أوردته “إرنا”.

وأضافت الوكالة أن شيخ الإسلام نقل، خلال زيارته، رسالة شفهية من رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي أكبر ناطق نوري إلى نظيره القطري علي بن خليفة الهتمي، من دون الكشف عن مضمونها.

ووسط منطقة تعصف بها الاستقطابات وتشهد علاقاتها توترا مع إيران، انتهجت الدوحة سياسة خارجية أكثر استقلالية خاصة بعد حرب الخليج عام 1991، تمثلت في العمل على بناء علاقات ودية مع جميع جيرانها، ومنهم طهران باعتبارها دولة جارة مهمة، وتتشارك معها في أكبر حقل للغاز في العالم “حقل الشمال/بارس الجنوبي”.

لكن هذا لم يمنعها من إقامة توازن دقيق في علاقاتها حتى مع خصوم إيران، ومنهم الولايات المتحدة، التي تنسج معها قطر علاقات عسكرية أوثق من جهة أخرى.

اتصالات ولقاءات

وتناغما مع هذه السياسة، شهدت الفترة الأخيرة تكثفا في الاتصالات واللقاءات المتبادلة بين المسؤولين القطريين والإيرانيين، لبحث سبل تعزيز علاقات البلدين والتشاور بشأن قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

كما يبحث البلدان حاليا مشروعا لنقل مياه الشرب من إيران إلى قطر عبر خط أنابيب.

وزار بن جاسم طهران، في 1 يناير/ كانون الثاني 1995، وأجرى محادثات مع الرئيس الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي.

وفي ختام الزيارة آنذاك، أكد الوزير القطري أن حكومة بلاده تعتقد بأهمية تعاون دول منطقة الخليج والتوصل إلى حلول عادلة لخلافاتها عبر الحوار الودي.

وتتهم دول في مجلس التعاون الخليجي إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبدأ حسن الجوار.

وأضاف بن جاسم أنه بحث خلال لقائه رفسنجاني وولايتي أيضا سبل توسيع التعاون السياسي والاقتصادي بين قطر وإيران، مؤكدا أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى تسريع تنفيذ مشروع نقل مياه الشرب الإيرانية إلى قطر.

مصادر الخبر:

مساعد وزیر الخارجیة یلتقی ولی العهد القطري

وزیر خارجیة قطر یغادر طهران

وصول وزیر خارجیة قطر الی طهران

وزیر خارجیة قطر .. یجب أن تکون منطقه الخلیج الفارسی آمنه للجمیع

الروابط بین إیران وقطر انموذج جید لتوسیع التعاون بین دول الخلیج

الكلمات المفتاحية: