خلال مباحثات في قصر الإليزيه.. أمير قطر والرئيس الفرنسي يدعوان لتهدئة عاجلة في الأراضي الفلسطينية ويحذران من تقويض السلام

باريس
10 أكتوبر 2000
أمير قطر وجاك شيراك

أمير قطر والرئيس الفرنسي يدعوان لتهدئة عاجلة في الأراضي الفلسطينية خلال مباحثاتهما في قصر الإليزيه بباريس

دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك، السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول 2000، إلى تهدئة عاجلة للأوضاع في الأراضي الفلسطينية مع تصاعد القمع الإسرائيلي لانتفاضة الأقصى، محذرين من أن استمرار العنف يهدد بتقويض ما تحقق من مكتسبات عملية السلام.

وأعرب الزعيمان خلال مباحثات في قصر الإليزيه عن قلقهما البالغ إزاء التصعيد الخطير، وشددا على ضرورة تحرك سريع يعيد المسار التفاوضي إلى طبيعته.

والسبت، بدأ أمير قطر زيارة إلى باريس تتزامن مع تصاعد حدة الأحداث في الأراضي الفلسطينية، إثر اندلاع انتفاضة الأقصى أواخر سبتمبر/أيلول 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس حزب “الليكود” أرئيل شارون للمسجد الأقصى، وما تبعه من مواجهات دامية امتدت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وحتى اليوم، سقط أكثر من مئة قتيل فلسطيني وآلاف الجرحى، في ظل استخدام مفرط للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أثار قلقا بالغا لدى المجتمع الدولي، ودفع العديد من الأطراف إلى الدعوة لوقف العنف واستئناف جهود السلام في الشرق الأوسط.

ووفق وكالة الأنباء القطرية، بحث الأمير حمد بن خليفة وشيراك العلاقات الثنائية وتبادلا الرؤى بشأن أبرز القضايا العربية والدولية، وعلى رأسها تطورات الوضع في فلسطين.

بينما أفادت الرئاسة الفرنسية عبر بيان أن الزعيمين أعربا عن قلقهما من أن تؤدي المواجهات الراهنة في الأراضي الفلسطينية إلى تقويض ما تحقق من تقدم في مسار السلام.

وأضافت أن أمير قطر عبر عن استياء الرأي العام الخليجي مما يحصل في المناطق الفلسطينية من اعتداءات إسرائيلية.

ودعا كل من شيراك والشيخ حمد إلى تهدئة عاجلة، معربين عن دعمهما للجهود الهادفة إلى الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات في المفاوضات المتعثرة.

وفي هذا الصدد، تطرقت مباحثات الأمير مع الرئيس شيراك إلى القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2000.

وأكد الأمير أن انعقاد القمة بات ضرورة ملحّة في ضوء الغضب الشعبي العارم في الدول العربية مما يتعرض له الفلسطينيون.

وجاءت الدعوة إلى هذه القمة بمبادرة من الرئيس المصري حسني مبارك، وبالتنسيق مع كل من السعودية والأردن والسلطة الفلسطينية، استجابة للمطالب المتزايدة بتوحيد الموقف العربي إزاء التصعيد الإسرائيلي ضد انتفاضة الأقصى.

الملف العراقي

الملف العراقي كان حاضرا أيضا على جدول مباحثات الزعيمين، حيث شدد الرئيس شيراك على ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب العراقي، مع التأكيد على احترام قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1284.

ويخضع العراق منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 لعقوبات دولية صارمة خلفت أوضاعا إنسانية صعبة وأثارت جدلا واسعا حول تأثيرها المباشر على المدنيين.

وكان مجلس الأمن اعتمد في ديسمبر/كانون الأول 1999 القرار 1284، الذي أنشأ لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (أنموفيك) لمتابعة برامج أسلحة العراق، مقابل إمكانية تعليق العقوبات إذا امتثل العراق لالتزاماته.

إلا أن بغداد واصلت رفضها التعاون الكامل مع اللجنة، معتبرة أن القرار لا يضمن رفع العقوبات نهائيا، بل يقتصر على تعليقها مؤقتا، إلى جانب فقدانها الثقة في آليات التفتيش بعد تجربة “يونسكوم”، التي اتُّهمت بالتجسس خلال التسعينيات.

وكان السفير الفرنسي في الدوحة برتران يوزونسونو صرح في 27 سبتمبر/أيلول الماضي بأن هناك “توافقا كبيرا بين موقف باريس والمبادرة التي طرحتها قطر” لتخفيف المعاناة عن الشعب العراقي.

فقد قدمت الدوحة عام 1999 مبادرة إنسانية–سياسية دعت إلى مراجعة آليات العقوبات وتوسيع نطاق الاستفادة من برنامج “النفط مقابل الغذاء”، مؤكدة أن العقوبات الجماعية فاقمت الأزمة الإنسانية من دون أن تحقق تقدما في ملف نزع السلاح.

وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا خاصا من فرنسا، التي رأت فيها طرحا متوازنا يجمع بين متطلبات الأمن الدولي والاستجابة للبعد الإنساني للأزمة العراقية.

تعزيز التعاون الاقتصادي

أمير قطر وجاك شيراك
أمير قطر وشيراك بحثا آفاق توسيع التعاون الاقتصادي بين بلديهما

وفي الجانب الثنائي، بحث أمير قطر والرئيس شيراك آفاق توسيع التعاون الاقتصادي بين بلديهما.

 وشهدت العلاقات بين البلدين على مر السنين تعاونا متناميا في مجالات عدة، خاصة في مجال الطاقة حيث تحتل الشركات الفرنسية مثل “توتال فينا إلف” و”تكنيب” مكانة بارزة في قطاعي الغاز والنفط القطريين، فيما تواصل فرنسا دورها كمورد رئيسي للأسلحة إلى قطر.

وفي هذا السياق، التقى الأمير خلال الزيارة رئيس شركة “توتال فينا إلف” تييري ديماري، ورئيس مجموعة “ماندا” جان لوك لاغاردير.

وتأمل باريس أن تحظى بحصة في مشروع “دولفين” للغاز بين قطر وأبوظبي ودبي، إلى جانب صفقة لشراء صواريخ فرنسية من طراز “إم إم-40” بقيمة 400 مليون فرنك، فضلا عن مفاوضات جارية مع شركة “إيرباص” لبيع 12 طائرة جديدة إلى الخطوط الجوية القطرية.

وتتواصل زيارة أمير قطر إلى فرنسا حتى الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول 2000.:

مصادر الخبر:

حمد بن خليفة يأمل بألا تؤدي القمة الى مزيد من الإثارة . أمير قطر وشيراك يؤكدان قلقهما على مصير عملية السلام

… أمير قطر يلتقي شيراك غداً

توافق قطري – فرنسي على سبل حل أزمة العراق

أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الأوضاع في فلسطين

أمير قطر يجتمع مع شيراك

الشيخ حمد يجتمع مع شيراك غداً

وكالة الأنباء الكويتية