خلال لقائهما في الدوحة .. أمير قطر ورئيس الشورى الإيراني يدعوان إلى تواصل منتظم لتقريب وجهات النظر

الدوحة
4 نوفمبر 1995
أمير قطر

أمير قطر ورئيس الشورى الإيراني يؤكدان أهمية تعزيز التواصل المنتظم وتكثيف اللقاءات الثنائية بين البلدين خلال لقائهما في العاصمة القطرية الدوحة

أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي أكبر ناطق نوري، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، أهمية تعزيز التواصل المنتظم وتكثيف اللقاءات الثنائية بين البلدين، باعتبارها مدخلا أساسيا لتقريب وجهات النظر وتوحيد المواقف إزاء قضايا المنطقة، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي.

وخلال لقائهما في العاصمة القطرية الدوحة، شدد الشيخ حمد بن خليفة وناطق نوري على أهمية تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وتكثيف اللقاءات الثنائية بما يسهم في بلورة مواقف مشتركة حيال قضايا المنطقة، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

واعتبر الجانبان أن الحوار المنتظم والتواصل المباشر بين المسؤولين القطريين والإيرانيين يشكلان ركيزة أساسية لتقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

كان ناطق نوري وصل إلى الدوحة الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني على رأس وفد رفيع المستوى، في ختام جولة خارجية شملت النمسا وإيرلندا.

وضم وفده: وزراء الطاقة، والطرق والمواصلات، والصناعة، والعمل والشؤون الاجتماعية، وجهاد البناء، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية وأعضاء مجلس الشورى الإيراني.

وتأتي هذه الزيارة، التي تستمر يومين، في وقت تنتهج فيه قطر سياسة خارجية أكثر استقلالية، تقوم على بناء علاقات ودية مع جميع جيرانها، وفي مقدمتهم إيران التي تتشارك معها أكبر حقل غاز في العالم “حقل الشمال/بارس الجنوبي”.

لكن هذا لم يمنعها من إقامة توازن دقيق في علاقاتها حتى مع خصوم إيران، ومنهم الولايات المتحدة، التي تنسج معها قطر علاقات عسكرية أوثق من جهة أخرى.

لجنة اقتصادية

إلى جانب لقاء أمير قطر، عقد وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مباحثات مع ناطق نوري والوفد المرافق له، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة وبحث الاستعانة بالعمالة الإيرانية في قطر، وفق “إرنا”.

وأكد بن جاسم خلال اللقاء أن الصداقة والود بين قطر وإيران يشكلان ضمانة حقيقية لمنع أي تدخلات أجنبية في شؤون المنطقة، فيما اعتبر ناطق نوري أن “الإعلام المضلل للأعداء يسعى لبث الفرقة بين دول الخليج”، مشددا على أن “إيران لن تكون مصدر تهديد لجيرانها”.

وتتهم دول في مجلس التعاون الخليجي إيران بامتلاك أجندة توسعية والتدخل في شؤونها الداخلية، بينما تؤكد طهران التزامها بمبدأ حسن الجوار.

ومن أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين النزاع الإيراني–الإماراتي حول جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، والذي تشير تقارير صحفية إلى دور قطري في محاولة التوصل إلى حل بشأنه.

ويعود أصل النزاع إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1971، حين سيطرت إيران على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى بالكامل، وأبرمت اتفاقا مع إمارة الشارقة لتقاسم إدارة جزيرة أبو موسى قبل أن تسيطر عليها بالكامل، وهو ما رفضته الإمارات بعد قيام دولتها لاحقا باعتباره مساسا بسيادتها الوطنية، مطالبة بتحكيم دولي لم تنخرط فيه طهران.

تعاون برلماني

كما استقبل رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك الخليفي، بمقر المجلس السبت، ناطق نوري، وفق “إرنا”.

وأكد الخليفي أن اللقاءات المتواصلة بين مسؤولي البلدين تسهم في تطوير الروابط الثنائية، موضحا أن ترسيخ العلاقات السياسية وتعزيز التعاون البرلماني وتبني مواقف مشتركة يمكن أن يشكل رافعة مهمة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

من جهته، شدد ناطق نوري على أهمية دور مجلسي الشورى في قطر وإيران في تقريب وجهات النظر، معتبرا أن على دول الخليج أن تبقى متكاتفة وأن تعمل على تسوية قضايا المنطقة عبر التعاون المشترك.

وتناغما مع سياسة قطر الرامية إلى بناء علاقات جديدة مع جميع الدول، وخاصة دول الجوار، شهدت الفترة الأخيرة تكثيفا في الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين القطريين والإيرانيين، لبحث سبل تعزيز علاقات البلدين والتشاور بشأن قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. كما يبحث البلدان مشروعًا لنقل مياه الشرب من إيران إلى قطر عبر خط أنابيب.

وكان وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم زار طهران في 1 يناير/كانون الثاني 1995، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي.

وفي ختام تلك الزيارة أكد بن جاسم آنذاك أن بلاده ترى أهمية تعزيز تعاون دول الخليج والتوصل إلى حلول عادلة لخلافاتها عبر الحوار الودي، مشيرا إلى أنه بحث مع رفسنجاني وولايتي سبل توسيع التعاون السياسي والاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري، إضافة إلى تسريع تنفيذ مشروع نقل مياه الشرب الإيرانية إلى قطر.

مصادر الخبر:

رئیس مجلس الشوری الإسلامی یلتقی أمیر دوله قطر

رئیس مجلس الشوری الاسلامی یلتقی …..

رئیس مجلس الشوری الإسلامی یستقبل وزیر الخارجیه القطری

رئیس مجلس الشوری الإسلامی یلتقی رئیس مجلس الشوری القطری

رئیس مجلس الشوری الاسلامی یعود إلی طهران